عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله:
الحسد داء عضال ابتليت به البشرية منذ الأزل, ومرض خطير يفتك بالأمم فيفسد عليها دينها ودنياها فهو أول ذنب عصي الله به فحوّل إبليس لعنه الله من ملك مقرب الى شيطان مارد مبعد عن رحمة الله بسب اعتزازه بعنصريته وحسده لآدم عليه السلام وعصيانه لأمر ربه سبحانه وتعالى لما أمره ان يسجد مع الملائكة لآدم عليه السلام فقال متحديا أمر ربه ومفتخرا بعنصره الناري الذي يزعم انه خير من عنصر الطين الذي خلق منه آدم قال تعالى: قال ما منعك الا تسجد إذ أمرتك قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين وقال تعالى: قال يا إبليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي استكبرت ام كنت من العالين, قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين وقال تعالى قال أأسجد لمن خلقت طينا ونتيجة لمخالفته أمر به وتمرده عليه ابعده ولعنه وأخرجه من الجنة قال تعالى قال فاخرج منها فانك رجيم وان عليك لعنتي الى يوم الدين هذ هو مثال ومصير وجزاء المتكبرين على الله والحاسدين لخلقه في كل زمان ومكان فها هو ابن آدم هابيل يقتل أخاه قابيل ظلما وعدوانا وحسدا لأن لله تعالى تقبل منه قربانه الذي قربه لله لأنه من المتقين ولم يتقبل قربان هابيل لانه لم يكن من المتقين قال تعالى واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الآخر قال لاقتلنك قال انما يتقبل الله من المتقين وجزاء له على ظلمه وعدوانه وحسده لأخيه باء بإثمه وإثم أخيه فكان من أصحاب النار وجعل الله ذنبه واثمه مستمرا الى يوم القيامة لانه أول من سن القتل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقتل قتيل ظلما وعدوانا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من ذنبه لانه أول من سن القتل والحساد ذنبهم عظيم وشرهم مستطير ونفوسهم خبيثة وضمائرهم ميتة فهم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله تطاولوا على الله قال تعالى ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله وهم يودون ان يردوا المؤمنين الى الكفر حسدا لهم قال تعالى ود كثير من الذين كفروا لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى ان نستعيذ من الحساد وشرهم فقال تعالى ومن شر حاسد إذا حسد فقد يؤذينا الحساد بأفعالهم الشريرة كما فعل إبليس لعنه الله مع آدم وزوجه حيث اخرجهما من الجنة حسدا لهما وقد يؤدي الحسد بالحاسد الى التعدي على المحسود بالقتل كما فعل هابيل مع أخيه قابيل, وقد يتطاول الحاسد على المحسود بالكلام والغيبة والنميمة وبفرق بنه وبين أهله وأحبائه او يتسبب له بالخسارة المادية والمعنوية ويشوه سمعته في مجتمعه, والحسد لا يمارسه الا ضعيفو الإيمان بالله ومن تنطوي نفوسهم على الخبث والشر وحب الأذى لعباد الله فهم دائما مرضى بهذا الداء الذي يحرقهم من داخلهم فهم أشقى عباد الله في هذه الحياة الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم اعاذنا الله منهم ومن شر حسدهم.
محمد بن عبدالله الفوزان
محافة الغاط