ان نحتفي بيوم للوطن فهذا من باب التذكير باليوم الرسمي لإعلان المملكة العربية السعودية، أما شعورنا نحو هذا الوطن فهو شعور انتمائي مستمر استمرار الحياة في أرواحنا وأجسادنا، هو عشق لا يزيد معياره العطاء ولا ينقصه المنع، فهي رابطة أقوى من ان يكون لها قياس، يبقى ان ظروفا زمانية أو مكانية تزيد من حضور هذا الشعور فيتصدر كل الاهتمامات، ففي الأزمات او ساعات الخطر رأينا المواطن السعودي يتطوع بكل ما أوتي من مدخرات جسدية او مادية في سبيل الذود عن حمى هذا الوطن، ورأينا شبابا كنا نظن خطأ ان الرفاهية قد سلبتهم الإحساس بالانتماء يتسابقون الى ميادين التدريب للدفاع عن التراب السعودي، وحينما نبتعد عن هذه الارض المباركة لظروف صحية او عادية.
فإن الانسان منا يجد ان شوقه لهذه المملكة يسبقه لتقبيل ارضها قبل ان تطأها قدماه، وإن استمتاعه بعض الوقت بما يجده من طبيعة غناء اثناء سفره سرعان ما يتحول الى حنين جارف لصحراء نجد وسهول تهامة وشواطئ الظهران والسراة في عسير وجبال اجاء وسلمى، إذن هو العشق الذي يقفز فوق كل شعور وهو الولع الذي لا يزيد عليه اي إحساس مهمابلغ، فكلنا له وهنيئا بهذا الوطن الذي يكفي ان نقارنه بما سواه لنعرف انه الأفضل دائما والشامخ أبدا، واننا لنجد العذر لمن يحسدنا عليه وهم كثر.
وانتهز هذه المناسبة لأوجه تحية إجلال مني لكل سعودي وسعودية يعتزون بولائهم لهذا الوطن ونسأل المولى أن يحفظ قائد وطننا وإخوانه.