ماذا يمكن ان يحدث لو امتنع سكان المدن عن استعمال السيارات في يوم واحد في السنة,,؟!!
الاجابة عرفها أهل باريس هذا العام وقبله بعد اختيار يوم الثاني والعشرين من ايلول سبتمبر كيوم بلا سيارات، وقد نجح دعاة البيئة أو حماتها في أوروبا في تعميم التجربة على عدد من الدول الاوروبية، والاربعاء الماضي في 22/9 شارك الايطاليون والسويسريون الفرنسيين التجربة التي أكدت ان سكان المدن على استعداد للتجاوب مع المبادرات التي تخفف من التلوث والاضرار البيئي اللذين يتسببان في تدمير الاجواء ليس في المدن المستهدفة، بل مناخ الكرة الارضية الذي اخذ يشهد تقلبات وتأثيرات سلبية عديدة.
ويوم بدون سيارات، فكرة فرنسية يطمح حماة البيئة الذين اطلقوها ان تجد إقبالا ومشاركة من دول اخرى، فبعد ايطاليا وسويسرا يسعون ان تتخطى الحدود الاوروبية إلى الولايات المتحدة وآسيا وأفريقيا وبالذات للمدن المكتظة والمزدحمة التي يزيد عدد سكانها عن خمسة ملايين, وإن قدم حماة البيئة الذين يسندون هذه المبادرة دراسات علمية تؤكد ان المدن التي يزيد عدد سكانها عن مائة ألف لا تكون فيها نوعية الهواء نظيفة سوى اربعة وثلاثين يوما فقط، ومتواضعة خلال سبعة وخمسين، أما باقي الايام فالهواء فيها يكون ملوثا وغير صحي، وقد أظهرت الدراسات التي اجريت على مدينة باريس ان وسائل النقل الخاصة السيارات التي تسير بالبنزين تتسبب في رفع مستوى التلوث، وانها، اي السيارات، مسؤولة عن ثمانين في المائة من التلوث الجوي.
وهكذا ظهرت فكرة يوم بدون سيارات، ويوم الاربعاء الماضي توجّه اعضاء الحكومة الفرنسية من الوزراء ووزراء الدولة وكتّاب الدولة الى وزاراتهم ودواوينهم والموظفون إلى مكاتبهم وهم يمتطون الدراجات، اما رئيس الحكومة فتوجه إلى مقر عمله بسيارة كهربائية.
ومن الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة الحادية عشرة مساء خلت شوارع باريس من السيارات الخاصة ولم يستعمل الباريسيون واهالي المدن الفرنسية والايطالية وجنيف السيارات الخاصة واعتمدوا على وسائل النقل العامة المترو وحافلات النقل العام والدراجات للتنقل في ذلك اليوم، رغم انهم لم يكن مفروضا عليهم ذلك، إلا ان سعيهم وحبهم لتحقيق بيئة نظيفة دفعهم إلى ذلك.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com