نرى بين الحين والآخر عبر بعض الصفحات الشعبية تهجما على مكاتب الشعر من أناس لايدركون مدى اهمية ما تقوم به تلك المكاتب من حفظ للانجازات الشعرية سواء على مستوى شعر الرد او شعر النظم - هي ليست مختصة بشعر الرد كما يظن البعض - وعندما فسدت احوال الساحة الشعبية وحاربت الشعر الجزل قامت تلك المكاتب بالمحافظة عليه واهتمت بشعر الرد هذا الفن المعروف بشعبيته الجارفة في الخليج العربي.
وعلى صعيد شعر النظم عندما ابتعد كبار الشعراء عن الصحافة وانقطعوا عن النشر لاسباب مختلفة، اهتم اصحاب تلك المكاتب بهؤلاء الشعراء بل انهم يذهبون اليهم لتسجيل قصائدهم ويجدون كل ترحيب وبدون اي مقابل مادي، إذا أردت ان تسمع لفطاحلة الشعراء امثال محمد الخس، عبدالله بن عون، بدر الحويفي وغيرهم من الشعراء عليك الاتجاه إلى تلك المكاتب التي تشكل حلقة وصل بين الشعراء وجماهيرهم.
رأينا في عدد سابق من مدارات شعبية قصيدة للشاعر محمد الخس فرحنا بها جميعا وأشاد بها المحرر، وكتب عنها سمو الامير خالد بن سعود الكبير، وتمنى الجميع من الشاعر المواصلة في النشر ولكن من يعرف جهود مكاتب الشعراء لا يشعر ان هناك انقطاعا من هذا الشاعر وأمثاله بل يجد لهم الكثير من الاشرطة المسجلة بأصواتهم وبواسطة تلك المكاتب يحصل المتابع على ما يريد من قصائد هؤلاء الشعراء ويجد اشرطة لكثير من كبار الشعراء المظلومين اعلاميا.
وهذا يكفي فخراً لمكاتب الشعراء، ويكفي لان يمتنع البعض عن مهاجمة تلك المكاتب، أم يريد البعض ممن تسببوا في غث الساحة ان تصبح تلك المكاتب ايضا مجمعا للغث كمعظم ما نراه في الساحة الشعبية.