* عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد
تعد مهمة التعليم من أشرف المهن وأسماها فهي ميدان لإعداد الأجيال ومجال لبناء الأمة ومن الواجب ألا يتسنمها إلا من هو أهل لها.
ولكن الواقع يشهد بتجاوزات في هذا المجال حيث دلف لميدان التربية والتعليم اناس تنقصهم القدوة الحسنة التي يجب أن يتحلوا بها فهم مرآة ينظر المتعلم لنفسه من خلالها, كما ينقص بعضهم الإعداد العلمي والمهني الذي يؤهله إلى توصيل المعلومة إلى الطالب بطريقة ناجحة,وعلى ضوء هذا يلجأ كثير من المعلمين الذين يدرسون في المرحلة المتوسطة أو الثانوية إلى التقدم بطلبات إلى إدارة التعليم بغية تحويلهم إلى المرحلة الابتدائية ظناً منهم أن المرحلة الابتدائية أقل جهداً وأقل رقابة وأخف مسؤولية من المراحل الأخرى.
إن هذا الخلل في التفكير وهذه النظرة الضيقة إلى المرحلة الابتدائية اشعرت كثيرين بأن المرحلة الابتدائية حقيقة لا تحتاج إلى جهد وحماس وانها ميدان رحب للمتكاسلين من المعلمين حتى أصبحت هذه النظرة شائعة وتقبلها المعلمون وكذلك بعض المسؤولين عن التعليم, ومع هذا فقد يكون هناك مزايا لمعلمي المرحلة الابتدائية كقصر محتوى المقررات والتبكير في الخروج في نهاية الدوام ونوعية الطلاب إلا أن هذا لا يعني أن هذه المرحلة سهلة وأن يتسابق عليها المعلمون!إن الخلل الذي قد يحدث في مسيرة التعليم في المراحل الأخرى قد يكون سببه قلة اهتمام بعض المعلمين في المرحلة الابتدائية وعدم مراعاتهم لمتطلبات هذه المرحلة وحاجات المتعلمين فيها خاصة فيما يتعلق بالجانب التربوي.
ولهذا فإن المرحلة الابتدائية مرحلة حرجة في السلم التعليمي وتحتاج إلى معلمين أكفاء وتربويين أوفياء.
وهي بحاجة إلى متابعة جادة من قبل المسؤولين عنها وعن معلميها حتى لا يبقى فيها إلا الجادون المخلصون أما ما عداهم فإن الجامعيين منهم يحولون إلى المرحلة المتوسطة والثانوية حتى يستعيدوا لياقتهم المهنية والعلمية التي ربما أنها تأكسدت في حجرات الصفوف الابتدائية.
أما غيرهم فيمكن أن يجبروا على اجتياز دورات تصقلهم وتجدد معلوماتهم وتعيد تشكيلهم المهني.
والحاجة ماسة اليوم إلى إعادة النظر عن طريق تشكيل لجان تدرس بعمق جميع مكونات المرحلة الابتدائية لأنها هي الأساس وما عداها يبنى عليها.
* إشارة:
يقول أحد التربويين: الأمة الناجحة هي التي تختار صفوة أبنائها ليكونوا معلمين .