بانكوك- جينا ويلكنسون- أ,ف,ب
استقبلت دول جنوب شرق اسيا ببرود بالغ مطامح استراليا للاستئثار بدور اقليمي كحارس للسلام في المنطقة تحت رعاية الولايات المتحدة.
واعلن مسؤول في وزارة الخارجية التايلاندية الجمعة الماضية لوكالة فرانس برس ليس مناسبا ان يعين الاستراليون انفسهم نوابا للأمريكيين من اجل الحفاظ على الامن في المنطقة .
وفي كوالالمبور، انتقدت الطبقة السياسية الماليزية بمجملها عجرفة كانبيرا غير المرحب بها , ورأى نائب احد الوزراء في ذلك هيمنة ابوية عنصرية الطابع، في حين اعتبر احد نواب المعارضة انها ستؤدي الى اضرار كبيرة في العلاقات بين آسيا واستراليا.
وقد انهى رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد لتوه تحديد عقيدة استراتيجية جديدة ستسمح لبلاده بلعب دور لا سابق له في اسيا مشابه لذلك الذي ادى الى قيادتها قوة سلام دولية في تيمور الشرقية.
وقال هوارد ان لاستراليا مسؤولية خاصة تتحملها في هذا الجزء من العالم بحيث تصبح نائبة للولايات المتحدة.
ولم ترق عقيدة هوارد لتايلاند التي تتولى حاليا رئاسة اللجنة الدائمة لرابطة دول جنوب شرق آسيا اسيان .
وقال المسؤول التايلاندي رافضا ذكر اسمه نحن فخورون لان اسيان هي احدى ركائز الامن والاستقرار في المنطقة, ان الاهتمام بالمنطقة امر عائد الينا .
واضاف ان دور الولايات المتحدة مهم طبعا، لكن على المدى الطويل، نأمل في قيام نظام اقليمي قائم على التعاون المتعدد الاطراف في مجال الامن .
وحذر استاذ العلوم السياسية في الجامعة الوطنية في سنغافورة هاري سينغ من ان عقيدة هوارد، التي يرى ان رائحة الحرب الباردة تفوح منها، قد يرتد على استراليا في حين انها تسعى الى دور قوة متوسطة الحجم في المنطقة وخصوصا ضمن اطار المنتدى الاقليمي لاسيان.
ويعقد المنتدى الذي يضم الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي اجتماعا مرة واحدة في السنة للبحث في مسائل الامن مع دول جنوب-شرق اسيا.
ويعتقد معظم الخبراء في شؤون المنطقة ان تصريحات هوارد تأتي في اسوأ وقت بينما تبذل الدول الاعضاء في اسيان جهدا لتحقيق بعض المصداقية على الصعيد الدولي عبر مشاركتها في قوة السلام في تيمور الشرقية.
وقامت تايلاند بدور اقليمي بارز عبر توليها المركز الثاني في قيادة القوة المتعددة الجنسيات بطلب من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وبموافقة اندونيسيا.
واوكلت الى بانكوك مهمة ضابط الاتصال بين وحدات دول اسيان والقيادة الاسترالية للقوة، وهو دور سياسي بالغ الدقة حسب اعتقاد المراقبين.
وتضم اسيان التي تأسست عام 1967 كلا من بروناوي واندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام عام 1995 وبورما ولاوس 1997 وكمبوديا 1999 .
|