* واشنطن- أ,ف,ب:
يشكل فقدان المركبة الفضائية مارس كلايمت اوربيتر التي فقدت فوق كوكب المريخ أمس الأول الجمعة ضربة قاسية لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا التي لم تشكك في متابعة برنامج استكشاف الكوكب قبل ارسال الانسان اليه بعد عشرين عاما.
وقد اعلنت الوكالة يوم الجمعة الماضي تخليها عن محاولات البحث عن المركبة الفضائية.
واعلن مختبر الدفع النفاث جيت بروبولشن لابراتوري في باسادينا في ولاية كاليفورنيا ان المهندسين يقدرون ان المركبة دخلت الغلاف الجوي لكوكب المريخ على ارتفاع 57 كلم عندما اشتعل محركها .
واضاف النص ان الفريق المكلف باتمام المهمة اعتبر ان الحد الادنى من الارتفاع الذي كان من الممكن ان تتحمله المركبة يتراوح بين 85 و100كلم في حين ان الارتفاع المنشود كان 140 كيلومترا.
وكان أحد المسؤولين في المهمة ريتشارد كوك أقر الخميس بوقوع خطأ مهم على صعيد الملاحة وان المركبة احترقت على الأرجح في الغلاف الجوي للكوكب أو تعرضت لاضرار كبيرة أو تحطمت على سطحه.
ويشكل اشتعال المركبة التي كلفت 125 مليون دولار ضربة قاسية للمشروع اذا كان من المقرر ان تدرس توزيع المياه في الغلاف الجوي للكوكب ومراقبة سطحه لمتابعة التغييرات المناخية والفصلية بين مارس 2000 ويناير 2002 أي ما يساوي عاما في المريخ 687 يوما من أيامنا .
واعلنت ناطقة باسم مختبر الدفع النفاث ماري بيث موري لوكالة فرانس برس الجمعة الماضية ان الحصول على هذه المعلومات حول كوكب المريخ سيتأخر حتى موعد رحلات مقررة في 2007 و 2009 ومن الممكن ان تستخدم المعدات نفسها على متن مركبات في المستقبل.
من جهته اعلن مسؤول علمي في المهمة كارل بيلشر ان فشل المهمة حدث خطير لكنه ليس كارثة بالنسبة الى برنامج استكشاف المريخ بشكل عام .
واضاف ان الرحلات معدة لتكون على أكبر درجة ممكنة من التكامل والاستقلالية في الوقت نفسه .
ومن المقرر في مرحلة أولى ان يعيد مختبر الدفع النفاث في باسادينا تنظيم الاتصالات مع المركبة المقبلة التي ستحط على سطح الكوكب مارس بولار لاندر بعد أن كان من المفترض ان تؤدي مارس كلايمت اوربيتر مهمة ربط الاتصالات بينها وبين الارض, لكنه بات الآن على مارس بولار لاندر ان تبث معلوماتها مباشرة أو ان تلجأ الى مركبة مارس غلوبال سرفايور الموضوعة في مدار الكوكب.
واضاف ان فقدان مارس كلايمت اوربيتر يسبب تأخيراً لكنه لا يشكل خسارة للعلوم .
ويفترض ان يتم الحصول على المعلومات من رحلات أخرى، اذ قررت الوكالة ارسال مركبتين كل سنتين الى كوكب المريخ على مدى عشر سنوات, وقد بدأ البرنامج مع اطلاق مركبة مارس باثفايندر التي حطت على الكوكب في العام 1997 ومارس غلوبال سورفيور التي دخلت في مداره في العام نفسه.
ومن المقرر ان يتواصل البرنامج مع هبوط مركبة مارس بولار لاندر في غضون ثلاثة اشهر على سطح الكوكب على ان تليها رحلات مقررة في الأعوام 2001 و2003 و2005 و2007 و2009.
ويفترض ان تتأكد مارس بولار لاندر من وجود المياه في الكوكب الشرط الأساسي للحياة, وستهبط المركبة في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر على سطح المريخ ثم سيتم انزال مسبارين صغيرين اطلق عليهما اسم ديب سبايس 2 من على ارتفاع ليغوصا على عمق متر للبحث عن المياه على سطح الكوكب وفي جوفه.
أما المرحلة التالية المهمة في غزو الكوكب فستقوم بها فرنسا والولايات المتحدة في العام 2005 وتقضي بنقل عينات من سطح الكوكب الى الأرض, وفي تلك الاثناء تكون أوروبا ارسلت من جهتها مركبة مارس- اكسبرس الى المريخ بينما ستضع اليابان مركبة نوزومي في مدار حول الكوكب في العام 2003.
وسيتكلل هذا البرنامج الحافل اخيرا بنزول الانسان على الكوكب الذي كان لغزا بالنسبة اليه في 2014 في اقرب موعد.