Sunday 26th September, 1999 G No. 9859جريدة الجزيرة الأحد 16 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9859


بدون ضجيج
مشروع
جار الله الحميد

أنا لا أسرد هذه الوقائع والأحلام لتسلية نفسي وتسلية القارىء,.
كما أنني سأحاول سرد أي شيء بدون أن تكون لي (لحظة الكتابة هذه) مواقف تتعلق بالجدل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي أيضا الذي يجري على أرض الواقع بشكل حتمي، ويومي, أنا فقط أردت أن اكتب شيئا لم أكتبه من قبل, واستبعد كلمة رواية من هذا العمل حتى لو أنني وصفت بها هذا العمل على الغلاف وفي ذهنية وسط المثقفين, ما شعرت به كان كالتالي:
أفقت في منتصف الليل، كان الضوء مطفأً ما عدا (الثريا) الزجاجية ذات الضوء الأصفر المعتم، قمت مسرعا إلى الثلاجة وشربت قدرا كبيرا من البيبسي وندمت فورا.
لم أفكر في تشغيل التلفزيون, كما لم تكن بي أية رغبة أو قدرة على القراءة, عناوين الكتب القريبة مني مبعثرة كان يمكن أن تثيرني,, هذا الليل، هذا الوقت من الليل تحيط بي غربة قاسية، شديدة القسوة, لا أسمع سوى صوت سيارة مسرعة بين الحين والآخر, وأهلي نائمون تحت المكيف، يحلمون بالغد، يتذكرون في نومهم أحداث الزمن الماضي، منذ كانوا أطفالا,, وحدي هنا لا يمكنني أن أعيش هذه الأحلام الجميلة التي تشبه رحلة أوليفر، اشعلت سيجارة، كان طعمها مرا، بل كان حلقي هو المر.
ما هي الخيارات المطروحة عليّ الآن؟ وبما أنه لا أحد عندي فإنني سأفتقد شيئا مهما هو المساعدة؟, أكره كلمة (المساعدة) في أي سياق وردت! إنها أسوأ من أية كلمة أخرى كالتسول أو ما شابه,, فكرت أن أخرج تذكرت أن ثمة سيارات تفاجئك أحيانا، فتحيل ساعاتك إلى ضياع وخراب, وحين تعود للبيت تبدأ في تفصيل ما حدث لنفسك,, كان يمكن أن أقول له: وما الذي يمنع أن أسير آخر الليل؟ لكني أعرف أنه لن يجيبني بشكل عملي ومؤدب!
فقط سيفتح عيونه على آخرها ويقول كلاما فيه شيء من الاحتقار والحنق, لماذا لم تقف؟ كان هذا السؤال هو الذي صرفني عن فكرة الخروج, بما أنني لا أملك رخصة قيادة وعرفت مع الزمن أن عدم حمل هذه الرخصة أو عدم الحصول عليها والقيادة بدونها يعتبر (إخلالا بالنظام) يترتب عليه الايقاف الاحتياطي منذ ساعتها، ودخول الغرفة التي أعدت لهذه الأشياء, ومن ثم (عرضك) في الصباح على موظف كبير يسمعك كلاما مليئا بالشعارات،
ويحاول أن يدخل في روعك أنه لو لم يكن متعاطفا معك لفعل وفعل، وتبتسم ببلاهة تعبيراً عن الشكر.
كان الشاي حلوا جدا فذهبت للمطبخ وأعدت تحضيره من جديد مضيفا إليه الماء وشيئا من الشاي، تذكرت وأنا اتجول في المطبخ أن لدي عملا لابد من إنجازه، كتابة صفحتين للجريدة, فلو حدث ونمت بداية الصباح وتأخرت في الاستيقاظ حتى الثانية فإن الجريدة ستضع أخبارا متفرقة مكان موقعي, وهذا يشعرني بالكآبة والانقباض.
ولكني لا احس بأي رغبة في الكتابة, وفورا قررت أنه إذا وضعوا أخبارا متفرقة في موقعي فهم لن ينقصوا من راتبي وهذا شيء يهمني جداً, لا أحب المال لذاته، لكنني أشعر بمزاجي منحرفا دائما طالما ليس معي سوى عشرة ريالات أو اثني عشر ريالا,, فأنا احب الشراء, واعتبر أن الشراء رغم أنك تخسر فيه نقودك إلا أنه طقس ممتع.
يتبع

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved