لا يبدو اننا بحاجة الى الكثير من التدقيق والمتابعة لنكتشف أن المناهج المدرسية لدينا تكاد تخلو من طرح شامل وموسع لنتاج الأدب السعودي على امتداد القرن الماضي.
والأدب بحد ذاته يدرس في المرحلة الثانوية مندغما مع التاريخ حيث يتم تدريس المادة تبعا للعصور الإسلامية وتتابعها وبالتالي يتم استكمال الكثير من الظواهر الأدبية والفنية ارضاء للتسلسل التاريخي.
هذا الى ان نصل الى نهاية المرحلة الثانوية حيث يفرد جزء يسير من منهج مادة الأدب للصف الثالث الثانوي لتدريس مادة الأدب السعودي من باب رفع العتب!!؟
ان كان اخوتنا العرب الذين اخذنا عنهم المناهج التعليمية او اؤلئك الذين صمموا لنا الكثير منها، قد جعلوا من العقاد واحمد شوقي الاسمين الأكثر حضورا في تلك المناهج فاننا نجدالمساحة التي بقيت للأدب المحلي مساحة ضيقة ومحدودة ولا نستطيع الإلمام بالكثير من الظواهر الأدبية في المنطقة سواء من قبل جيل الرواد أو من الأجيال التي اعقبتهم.
وكان من الممكن ان نرجع هذه الهفوة الى تعثرات البداية، والى الوقت الذي كنا فيه في مراحل لم تتبلور فيها بعد خطة تعليمية واضحة الأهداف والمعالم او لجان تطويرية كتلك التي نسمع ونقرأ عنها كل يوم في الصحف المحلية.
ولكن ان تظل تلك المناهج على حالها ودون المساس بها في طبعات متتالية العام تلو العام وبهذه الصورة المنفصلة عن الواقع او حتى الاهتمام بتكوين ذائقة فنية أدبية او تأسيس لهذه الذائقة عبر الأجيال فالمتصفح لكثير من المواقع الشخصية عبر (الانترنت) سرعان ما يلاحظ ان أذواق الشباب الفنية والشعرية في زوايا الشعر قد تورطت بقصائد الشعر النبطي الشعبي بجميع مستوياتها، دون أدنى التفاتة لبقية اتجاهات الأدب وأنواعه فالواجهة والنافذة المدرسية التي اطلوا منها على ذلك الأدب كانت نافذة مظلمة وغامضة وقدمت لهم مادة بعيدة وفوقية منفصلة عن همومهم وآلامهم ونبض وعيهم اليومي بالاشياء من حولهم, أنا لست ضد الأدب الشعبي بل متذوقة لكثير من القصائد المتميزة والنابضة بهموم حقيقية وطازجة اما الاشكالية فهي التي تقع في حالة الانقطاع الكامل بين المنهج والواقع الذي يحيط به.
أميمة الخميس