هكذا خلف روح هائمة,. فهد العتيق |
(حنين,,,)
*هبطت الى هناك، على استحياء، اغلقت إضاءة البيت، ثم نزلت الى أرضها آمنا ومستسلما.
نزلت أبحث عنها، وأبحث عن الرؤيا, غافرا لقلبي خطاياه الصغيرة، وآمرا روحي بأن تتوحد مع كل شيء في هذا المكان، ربما أصيد الرؤيا.
هاربا من وقتي، هاربا من حروب صغيرة وصراعات هنا وهناك طال شرارها وقتي.
هاربا من عبث،
ومن ركض دائم،
نزلت متطامنا، ولما استويت على أرض جديدة، رأيت دروبا ضيقة ومعتمة.
ثم رأيت وجهها النوراني فأجلستني على متكأ حالم.
وتحركت نفسي ، فبدأ قلبي يتحرك او يبتهج او يرقص.
بدأت أحس الطفل الذي كنته، حين عادت بي الروح الجديدة الى الوراء.
قالت لي سوف تنهض روحا جديدة في داخلك، وسوف تنهمر شعرا وغناء ورقصا، لكي تنفض غبار السنين العالق في روحك القديمة.
أغمضت عيني في هذه الأرض الجديدة.
ورأيتني في صورة أخرى أراها من البعد، ترقص وتغني حتى حلّ المساء، والليل جن، وسكنت الحياة.
قالت عد لاهلك ياإبن الحياة فأنت الآن رجلا جديدا.
صعدت الى هنا من جديد، فتحت إضاءة البيت، صعدت الى غرفتي، استلقيت على ظهري فاذا بي أرى لحظة ان اغمضت عيني الطفل الذي كنته والرجل الذي مازلته يلتقيان في طريق ضيق ومعتم وخلفهما وجه نوراني يغويني,.
تذكرت انني احتفلت به في وقت قريب، وجه يشتعل ضوءا مثل وردة.
قلت مات الطفل في داخلي
ماتت الأمكنة القديمة
ماتت ذاكرة
وهذا صباح جديد يفيق على رأسي.
والشمس مضيئة مثل وجه فتاة مرحة.
وثمة ألحان جديدة،
تهبط،
إلى روحي،
وفي الخارج،
أرى حنينا، يريد ان يصحبني معه الى هناك، الى أرضي الجديدة.
ذلك الحنين الذي كان يعتريني، منذ زمن طويل، ولم أكن أعرف كيف أقرأ سطوره.
***
* فاصلة تقاطع:
كل كتابة تسعى الى ان تكون مختلفة او متميزة، لكن هناك فرق بين الرغبة في الاختلاف وبين العمل الجاد من أجل القبض على هذا التميز بالقراءات المكثفة وتراكم التجربة والوعي بالواقع المحيط والجرأة في التجريب.
الرغبة تظل مجرد رغبة او حلم، لكن العمل الجاد يفرض نفسه دون الحاجة الى الإعلان عن ذاته!! مثلما أن العمل المتواضع الذي يبحث عن ذاته يفرض نفسه أيضا للأسف!
|
|
|