تحدثت منذ زمن عن الدوريات التي تصدرها المؤسسات الثقافية، وربما شاب حديثي بعض الحدة ولكن فعلاً أين هذه الدوريات ولمَ هذا التوزيع الرديء، أين تكمن المشكلة وما الحل، أتوقع أن المشكلة ليست سهلة، ربما كمشكلة الشرق الأوسط، من الصعب أن يصل الكتاب ليد كل قارىء فما بالكم بدورية تصدرها مؤسسة ثقافية,
هذه الدورية تختص بالأدب، لنسأل أي مثقف مهتم؛ هل تقرأ اصدارات نادي جدة الثقافي حال صدورها؟ الاجابة معروفة طبعا بالذات لمن هم خارج مدينة جدة، وكذلك عند السؤال عن إصدار نادي الرياض الدوري حتما ستكون الاجابة منذ سنوات حين تم توزيع عدد من النسخ على ضيوف مهرجان الجنادرية، أذكر عندما صدر العدد الأول من دورية الراوي عن نادي جدة الأدبي وقام بإحضار عدد من النسخ كل من رئيس النادي وسكرتير النادي عند حضورهما مهرجان الجنادرية منذ سنتين كنا نبحث عن تلك الدورية وكأننا نبحث عن منشور سري، وكان من المفترض أن تكون في الأسواق منذ فترة، وكذلك سوق عكاظ فقد كان السعيد بالحصول على تلك الدورية من يعرف سكرتير النادي آنذاك الدكتور عثمان الصيني ليحصل على نسخة من نسخ محدودة جلبها معه من الطائف، وهكذا، جميل أن يكون ملتقى الجنادرية مكاناً لتوزيع عدد من الكتب والمجلات والنشرات التي تصدرها المؤسسات الثقافية، لكن مهرجان الجنادرية يقام في مدينة الرياض فقط ولأيام محدودة في السنة، إذن نحتاج لأكثر من مهرجان جنادرية إذا كانت مهمة توزيع الدوريات التي تصدرها المؤسسات الثقافية تتوقف على أعضاء مجلس إداراتها، كل ومدى انتمائه لتلك المؤسسة وعلاقته بتلك الدورية، نعود ونسأل هل ثمة حل لتلك المعضلة، أعتقد أن نادي حائل الأدبي فطن لتلك المعضلة وسلك طريقا جديدا ومختلفا مستفيدا من تقنية العصر ومواكبا للثورة المعلوماتية التي يشهدها هذا العصر، فقد اتجه إلى النشر الإلكتروني، حيث أقام له موقعا على الشبكة العنكبوتية ليصل إليه كل من يبحر عبر الانترنت، الجميل في هذا الموقع, وشاهد حديثنا هو سهولة تصفح الدورية التي أصدرها النادي رؤى ليس عددا واحدا، بل كامل أعدادها الخمسة بدءا من الغلاف وانتهاء بالمقال الأخير، إن هذا حل حضاري قد يساعد من يرغب الاطلاع على تلك الدورية في أي مكان من العالم أن يصل إليها بسهولة حين تكون علاقته بالحاسب الآلي جيدة ودخوله لعالم الانترنت متاحا.
ولكن - واعذروني من كثرة لكن هذه - هل جميع المؤسسات الثقافية على علاقة جيدة مع الحاسب الآلي، بمعنى هل قامت تلك المؤسسات بإدخال ما لديها من كتب في مكتباتها في الحاسب الآلي ليصل إليها المستفيد بسهولة علما بأن هنالك برامج عديدة متاحة لفهرسة وتصنيف المكتبات عبر الحاسب الآلي، للأسف علاقة بعض المؤسسات بالحاسب فقط لطباعة الخطابات الرسمية، حتى إن بعض تلك المؤسسات لم يستفد من إمكانية استخدام الحاسب في مجال النشر فما بالكم باستخدامه في مجال الشبكات المعلوماتية، نحن نتمنى أن يكون لكل مؤسسة ثقافية موقع في الشبكة العنكبوتية ولكن قبل ذلك ولنقل مع ذلك نتمنى أن يصل الكتاب أو المطبوعة الدورية ليد كل قارىء، وحقيقة هذا يحتاج إلى قرار قوي من قبل المشرفين على تلك المؤسسات بإبرام عقود مع مؤسسات التوزيع الكبيرة في المملكة يتم بموجبها توزيع تلك المطبوعات دون النظر إلى أي ربح ونحن نتفق على أن الربح الحقيقي هو ايجاد قارىء مثقف على علم بما لدى أهل هذه الأرض الطيبة من إبداع يضاهي ما هو موجود في العالم.
E-mail: aalsagabi*suhuf.