Sunday 26th September, 1999 G No. 9859جريدة الجزيرة الأحد 16 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9859


مؤسساتنا الثقافية ركض الى أين 3
منير عوض

*الروائي والقاص ناصر سالم الجاسم
المحور الأول والثاني:
من الواضح جدا للمتتبع لنهضتنا الأدبية أنه كان هناك خطط مدروسة وموضوعة لتحقيق ازدهار أدبي، وخلق مناخات ثقافية وفكرية منضبطة جدا، وأن هذه الخطط قد نفذت بالكامل، وحققت أهدافها المرجوة، وطموحات المسؤولين والأدباء والنقاد، فازدهر أدبنا السعودي الى حد مقبول ومرضٍ ولكن ازدهاره قد توقف عند ذاك الحد، ولم يتجاوزه مما يؤكد على ان الخطط الموضوعة كانت مربوطة بمرحلة زمنية معينة ومحكومة بأهداف عامة ثابتة.
باختصار كان المسؤولون عن الأدب يريدون الحصول على إبداع يمثل خصوصيتنا المكانية، حيث المقدسات الإسلامية المتمثلة في وجود الحرمين الشريفين اي انهم رأوا ان يكون الإبداع السعودي مصبوغا بالصبغة الإسلامية ومثاليا ووعظيا وأخلاقيا في كل شيء، فالمنهج المطلوب هو الالتزام في الأدب ولا منهج غيره، فكان ان شعر بعض المبدعين بقيود منهج او مذهب الالتزام في الأدب، فآثروا الكتابة متبعين مذهب الفن للفن حيث لا قيود صارمة، وحرية واسعة جدا, ولما لم تكن الكتابة والنشر عند أصحاب هذا المذهب متاحة عبر مؤسساتنا الثقاية نشروا انتاجهم خارج الحدود فرارا من بيروقراطية مذهب الفن للحياة وتشدده وخوفا على انتاجهم من تدخلات المؤمنين بهذا المذهب، وطمعا في الذيوع والشهرة والانتشار, فانقسم المبدع السعودي الى قسمين:
1 قسم نفى انتاجه وذاته الإبدايعة عقله المفكر باختياره بعد ما ايقن ان دور المؤسسة الثقافية في بلاده قد انتهى، او تهمش، أو انها معيقة لتقدم الإبداع السعودي دون شعور منها بذلك.
2 قسم ما زال متواصلا مع المؤسسة الثقافية في بلاده لأنه راض بفكرها من جهة ولأنه محدود الطموح من جهة اخرى.
هذا الانقسام الحادث جعل الإبداع الأدي السعودي يسير في خطين لا يلتقيان إلا في نقطة واحدة، وهي ان النجاح او الاخفاق سينسب في النهاية الى وطن المبدع وليس الى المبدع نفسه، مما يستوجب بالضرورة إعادة النظر في تقييم عمل وخطة المؤسسات الثقافية في بلادنا بحيث تكون مرضية لكل الاتجاهات الثقافية ومواكبة لكل المستجدات والمستحدثات في عوالم الكتابة الأدبية, ولأجل ذلك اقترح ان يعاد النظر في تشكيل المجالس الإدارية للأندية الأدبية، ولجمعيات الثقافة والفنون في أفرعها المختلفة، فالأندية الأدبية لدينا تمثل فكر رؤسائها في المقام الأول.
وكذلك جمعيات الثقافة والفنون, فالأدب يتغير باستمرار ورؤساء الأندية والجمعيات ثابتون على أفكارهم، ولذلك فمن الضروري جدا ان يتغير الهرم الإداري في كل مؤسسة ثقافية من مؤسساتنا كل اربع سنوات حتى يتم ارضاء كل الأذواق الإبداعية، وعلى رئيس المؤسسة الثقافية ان يفهم جيدا انه موظف اداري يقوم بعمل معين ليس تقييم الإبداع داخل فيه او من ضمنه ، وأنه ليس وصيا على اي أديب أو اي إبداع وأنه لا شأن للاختلافات الفكرية بين رئيس المؤسسة وبين المبدع للاتفاق بينهما في نشر الانتاج الأدبي او منعه, اي ان المؤسسات الثقاقية تأخذ دور المطابع الحكومية, مع مراعاة ان ينال التغيير بعض بنود اللائحة المنظمة لعمل المؤسسات الثقافية, فلقد انتهى الحظر على الإبداع في ظل وجود وسائل الاتصال الحديثة، وبعدما اصبح العالم كله أشبه بالقرية الصغيرة التي يعرف ابناؤها كل شيء يحدث فيها!!
***
وخلاصة القول في هذين المحورين ان آلية العمل الثقافي الفردي نشيطة متقدمة جدا في الخارج بينما هي بطيئة متذبذبة في الداخل، وأن المؤسسات الثقافية لم تستطع احتضان واحتواء مبدعي التسعينيات، بل نجحت في الأخذ بيد مبدعي الثمانينيات وأواخر السبعينيات.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved