Sunday 26th September, 1999 G No. 9859جريدة الجزيرة الأحد 16 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9859


غناء الصحاري
ذاكرة للبيع
أمل الفاران

اريد لأنسى فمن يشري مني ذاكرتي؟ من يشري رأسا مكتظا بتفاصيل زينها موجع وشينها مرهق؟!
من يأخذ ذاكرة ماانبش حلوا اندفن فيها الا لفظت في ثناياه او في ساقته مايؤلم,, ذاكرة لاتهبني لحظات صافية من سعادة قلت اريد لاحياها فتحييني الا آلمتني تنبهني وانا بعد ماارتشفت سلافها الى فواتها وحلول غيرها محلها.
من يشري ذاكرة راحلة ابدا صوب الامس مقيمة دوما في مرابع الغادين كرها او كرها,, تطوف بروحي حول ديارهم تلثم من معالمها حتى الدارس فيها، وان هي جرجرتني لاجتر تجربة حزينة سلفت ماتكرمت فوهبتني اثرها صورة تمحو اثرها او تقفوه بخير.
أهي خلة فيّ الا ألتذ الا بتعذيب ذاتي استحضارا لما يكدر صفوها متى صفت, ام هو إرث آلية تفكيرنا العربية السائرة للخلف ابدا منذ الملك الضليل الذي بكى وابكى صاحبه -لما رأى الدرب دونه- في رحلة اللاعودة التي بدأها مختارا بعين على موطن الصِبا والصَبا وعين على موطن الصبا والصبا؟
أهي اذن عقليتنا العربية التي تقدس الالم فتتتبع مظانه لتسقينا اياه غصصا لاتنتهي ولا ينهيها سرور الحاضر ورضاه عنا او رضانا عنه؟
فانا اريد لاعلن براءتي من هكذا عقل ومن ذي ذاكرة؟
اريد لألفظ ثنائية ابي الطيب الحادة وانبذ وراء قلبي طرفيها المتطرفين: ذو العقل المشقي وان في النعيم به واخو الجهالة المنعم بشقاوته.
اريد ان اغدو ام النسيان وابنته وآله كلهم.
فمن ذا يشري رأسي ويهديني رأسا هواء من كل هم علني ارتاح؟
فويصلة:
غناء الصحاري ليست فقط رياحا تجيء من الافق للافق كما يقول ابراهيم نصر الله، غناء الصحاري لغة اقوى لاينطقها الا البدوي وامه الصحراء ولايفهمها الا الصحراء ووحيدها البدوي.
البدوي يغني صحراءه ويغني لها وفيها اذ بينه وبينها رحم التفرد والمشاكلة.
البدوي ان فرح غنى وان حزن غنى، طربه غناء وبكاؤه غناء، حنينه وانينه غناء، وحاضنته الصحراء وحدها تقدر غناءه ويشجيها,وكبدوية الصحراء اولي وآخري اريد ان أشبع حرفي اغنية اصدح بها للصحراء لا أبني بها ارضاء المستمعين ولاابتغي موافقة غيري من المنشدين, اسأل الله لي صوتا يفوق جهدي.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved