Sunday 26th September, 1999 G No. 9859جريدة الجزيرة الأحد 16 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9859


عبقريات العقاد بين المتن والإسناد
صالح بن سعد اللحيدان

نقد الآثار وتمييز الغث من السمين وتأصيل مسائل علوم الضرورة واستخلاص الحكم من النص يكون أول ما يكون بنية خالصة وعملا صوابا وموهبة ربانية ودأبا وعلو همة وتجردا وصفاء ذهن وطرحاً للحسد وبعداً عن مرض المركزية والتفرغ للقدح والذم وليس من المقتضى للعقل السليم الرزين الأمين الجهل بما يوجب سقوط العقل بين المسلمين حتى العوام منهم في كل ناحية ومصر، ليس من صفات العقل الحر الكريم الجهل بأصول صحة الآثار في إثبات ما كان منذ بعث النبي صلى الله عليه وسلم حتى نهاية عام 300ه حال وجود الرواية في كل شأن كان في سياسة الدين والدنيا وأخبار الصحابة والتابعين والغزوات والسرايا والفتوح والبلدان.
فكل ذلك مرقوم معلوم،
ليس من أمانة العقل وعلو الهمة وليس من عادة المنصف الكريم أن يعول على سواقط الكذب والكذب كله سواقط،
وصاحبه مهين وضيع ولو نال رفعة ذيوع الصيت بين العالمين،
ليس من الأمانة أن أترك:
الكتب الستة, ومسند أحمد،وابن أبي شيبة, والمصنف, والدارمي،والطبراني, وكذا:
الجرح والتعديل.
وتهذيب الكمال.
وميزان الاعتدال
ولسان الميزان.
وكذا:
المحدث الفاصل.
والكفاية
والمنار المنيف.
وتحفة الأحوذي.
ومقدمة صحيح مسلم.
ليس من صفات العقل ولا من صفات الأمانة ترك هذه الكتب التي يرتبط بعضها ببعض ومن ثم التعويل على ما ليس أصلاً أصلاً فانقل هكذا وهذا أمر غاية في الجهل وترسبه في العقل ليصبح الحمد والذم عند هذه النوعية أمرا ليس بذي فرق، وحتى تتضح الصورة للأمة فإن هناك أئمة أجلاء كبارا أخيارا مثل
الحسن البصري وقتادة بن دعامة وسعيد المقبريوالأعمش وأبي إسحاق السبيعي
وغيرهم معروفون قام الدليل على عظم منزلتهم وشانهم وكبر قدرهم ومع ذلك فإن علماء الرجال وأحوال الرواة يتأنون جداً إذا ورد اسم أحدهم في السند حتى يتبين لهم بواسع من النظر مكين حالهم من:
ارسال, وتدليس.
فكيف حال كتاب فيه ألف راو ما بين:
كذاب،وضعيف، ومجهول.
وهو كتاب الأغاني؟ كيف امر هذا الكتاب الذي قد أصبح عمدة لأهل الأدب والتاريخ والسير، وأهل النقل المجرد من أهل هذه الأعصر إلا يدل هذا الأمر من هذه الصورة على: الخفة, والجهل وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه أهل القرون الثلاثة .
فإذا كان كبار علماء هذه الأمة الذين ذكرت منهم الحسن البصري يتأنى علماء الرجال في روايتهم حتى يتبين أمرهم فكيف: بالكذاب، والمتروك وصاحب العقيدة السيئة والداعي إلى البدعة الضالة.
وانظر مروج الذهب ومقاتل الطالبيين و: القينات وبعض ما ورد في : العقد الفريد و: خاص الخاص دع عنك علي وبنوه وعلى هامش السيرة والفتنة الكبرى وتاريخ آداب العرب لجرجي زيدان، وماكتبه قسطنطين زريق وسواهما ما كتباه حول اخبار العرب والإسلام هنا تجد دون ريب أن الأمر بالنسبة لهذه الأمة صحابتها علمائها الأخيار خلال القرون الثلاثة المفضلة تاريخها، آدابها، دعوتها، هنا تجد بالنسبة لهذه الأمة أن الأمر مدروس حتى تنقلب الحال إلى: تجهيل، ونزاعات عصبية، وتسفيه وكم برهن: زويمر، ومرجيلوث وفرويد، وأضرابهم كم برهنوا بما يتغنى به أذنابهم منذ سبعين عاماً،
ولكن كلا فالله ذو غيرة وذو بأس شديد إذا أخذ بعد الإعذار لا يفلت قلب البصر بحرارة عميقة فهناك: حالات: ضياع وتمزق نفسي واضح، وهناك شموخ لكن شموه البارونيا، وبجانب هذا كله هناك تعلق بالحياة وجعلها السبيل والغاية في: آن، وكل ما ذكرت ولد لذي بصر عميق، ولد حدة الحرف وكثرة الكتابة ولكن ترديداً وترديداً لقوم ركبوا صهوة التغرير بمثل من يحب السيادة والريادة وما يدري هؤلاء أنهم ليسوا بخافين على: العليم الخبير ولكن السبيل التفرج على من رضي التعسة الدون حباً للنفس وغائية الحياة السبيل أنهم يكتبون للعوام ومن لف لفهم،
ولهذا قال الملك عبدالعزيز يوماً ما أهل الباطل أهل باطل لا في العير ولا في النفير .
يعني رحمه الله أنهم ضائعون لا وجهة لهم إلا حب النفس والحياة ومن هذه شاكلته يتعب لأن نفسه تستغله، وتمنيه،
وهنا أبين أمراً علمياً ذا درجة مهمة للعلماء والباحثين وكتبة: التاريخ والأدب والنقد أبين هذا الأمر لعله يسهل ما يرونه ليس بيسير وهو بالنسبة لعلم الأثر وحماية الشريعة مثل حاجة العبد للشراب,, أليس إذا فقده مات؟
وهنا أقول:
إن علم الآثار الواردة في كل كتاب كان أو يكون لابد أن تكون صحيحة أو ضعيفة أو باطلة، ومن هذا فالعلماء، والمحققون وأهل السير والتاريخ والأدب، ومن مهمته النقل فقط لابد لهم كلهم من أن يدركوا هذه الأمور العلمية البالغة الأهمية وهي:
أولاً: تقسيم الخبر من حيث وروده إلينا.
ثانياً: تقسيم خبر الآحاد من حيث صحته, وضعفه, وبطلانه.
ثالثا: أصل الخبر الوارد إلينا ينقسم إلى قسمين لم أقف على ثالث لهما يستقل عنهما.
الأول: إن كان لهذا الخبر سبل كثيرة قال الطحان بلا حصر عدد معين فهو: المتواتر.
وقال: وإن كان له طرق محصورة بعدد معين فهو: الآحاد, قلت: صحيح، وهذا هو: الثاني.
وأنت ترى: أيها المسلم وأنت أيها الباحث عن الحق أن طرق معرفة صحة النصوص وضعفها أمر هين جداً حينما تنشدان الحق وتطلبانه.
هين جداً بالعودة حقاً إلى أصول صحة مطولات السنة وأصول مصطلح النصوص، ومعرفة حقيقة وأمر الراوي وما يرويه،
ومن هنا سيرا معي قليلاً لضابط مهم سيرا معي لتقفا على العجب اللازم العجاب والذي به بإذن الله تعالى تيسر علوم: الآثار، والأخبار، والأحاديث سيراً تنضبط به انضباطا علميا جادا.
لا يكون للخلل نصيب ولا يكون للسوس العفن فيه مدخل ولو جاء بأعجب تنقيب، إن هذا الضابط هو: علم مصطلح الحديث: فما هو؟
إنه علم مستقل عرف بالاستقراء أنه قواعد يعرف بها حال السند وحال المتن من حيث القبول والرد،
ونتيجة لهذا بعد علم وفهم تامين هو معرفة الصحيح والضعيف مما ورد من: حديث, وخبر وأثر.
وهذا أمر غاية في البساطة لمن أعطي همة عالية وصحب الأمانة وصدق النية على الدوام بقاءً مرسوماً.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved