*القاهرة - مكتب الجزيرة - أيمن الشندويلي
على غير العادة في دور العرض السينمائي بالقاهرة والمحافظات المصرية وضعت لافتة,, كامل العدد في جميع الحفلات الصباحية والمسائية حتى حفل منتصل الليل,, والسر وراء ذلك هوعفريت السينما العربية محمد هنيدي الذي حقق فيلمه الجديد همام في أمستردام نجاحاً كبيراً فاق كل التوقعات خاصة وأن اغنيات الفيلم لم تحقق نجاحاً يذكر عندما طرحت في ألبوم كاسيت بعنوان يا طاطا ياننا وهي أحدى اغنيات الفيلم ، اضافة إلى منافسة أفلام الشباب مثل أحمد آدم وعلاء ولي الدين واشرف عبدالباقي وأفلام ضخمة أخرى مثل الآخر ليوسف شاهين,, ولكن هنيدي استطاع منذ الأسبوع الأول لعرض الفيلم في اكتساح جميع الأفلام لدرجة أن عددا كبيرا من دور العرض السينمائي قامت برفع فيلم عبود على الحدود وحسن ونعيمة قضية أمن دولة من العرض واستبدلتها بفيلم همام في امستردام ولأول مرة ومنذ سنوات تظهر عملية بيع التذاكر في السوق السوداء بأغلى من سعرها في السينما المصرية التي كانت تلهث وراء الجمهور فقد حقق فيلم هنيدي في أسبوعه الأول 3,5 ملايين جنيه ايرادات وتضاعف عدد دور العرض السينمائي الذي يعرض الفيلم والمتوقع له أن يصل إلى عشرة ملايين جنية خلال الأيام القليلة القادمة وهذا النجاح لم يحققه فيلما محمد هنيدي السابقان صعيدي في الجامعة الأمريكية وكانت آخر ايراداته 30 مليون جنيه واسماعيلية رايح جاي 20 مليون جنيه طوال مدة عرضهما.
والمتوقع أن تصل ايرادات فيلم همام في امستردام إلى (50) مليون جنيه وهو الرقم الذي لم يصل إليه أي فيلم عربي على الاطلاق منذ بداية السينما ولا فيلم أجنبي عرض بالمنطقة العربية.
والمتابع لخطوات محمد هنيدي يلاحظ القبول الشديد عند الجمهور وخاصة فئة الشباب وانصاف المثقفين وعدد كبير من المثقفين يريد المتابعة لتحليل الموقف، وتم استغلال هذا القبول جيداً من قبل المؤلف مدحت العدل الذي قدم توليفة فيلم صيفي ناجح معتمداً على إبراز المشاكل الشبابية والسطحية في المشاعر القومية واللعب على هذا الوتر الحساس لابرازها واعطاء جرعة كافية من الاستعراض والغناء والرقص وهو الجانب الترفيهي اضافة إلى (افيهات) أي النكات التي يلقيها هنيدي بتلقائيته في معظم المواقف الدرامية التي تحتاج أو لا تحتاج لمثلها.
همام في أمستردام
وفيلم همام في امستردام تأليف مدحت العدل واخراج سعيد حامد وهما ثنائي صعيدي في الجامعة الأمريكية وشارك بالتمثيل مع هنيدي أحمد السقا وموناليزا وأنعام سالوسة ومحمد يوسف وممثلة هولندية وبعض الشخصيات الثانوية، ومدة الفيلم حوالي ساعتين ونصف الساعة ويتحدث عن حلم الشباب المصري في السفر لعدم وجود فرصة عمل مناسبة له في بلده وذلك من خلال شخصية همام (محمد هنيدي) الذي يقيم مع والدته (انعام سالوسة) واخواته البنات وأزواجهن وأولادهن لدرجة أن همام يسهر طوال الليل في الصيد على شاطىء النيل حتى الصباح لكي يستطيع النوم، ويفشل في العمل كنجار أو موظف في مستشفى أو أي مهنة أخرى ويحب جارته (ايمان) ويذهب مع والدته لخطبتها ولكن والدتها ووالدها يرفضان لأن همام لايعمل وليس لديه مهر وشقة يتزوج فيها، وفي المقابل يوجد عريس جاهز يعمل في الخليج ويمتلك سيارة ميكرو باص وشقة، ويضع همام همه في الحصول على (فيزا) تأشيرة سفر لهولندا فخاله موجود هناك منذ عشرين عاماً ويستطيع مساعدته في العمل,, وبمساعدة بعض الأصدقاء في الحارة ووالدته يوفر همام خمسة آلاف جنيه قيمة الحصول على تأشيرة ولكنه يتعرض لعملية نصب ويحصل على تأشيرة مزورة مما يضطره للاستعانة بشباب الحارة في الانتقام من المزورين وبالفعل يأخذ الخمسة آلاف جنيه ويضيف إليها الفين ليصبح المبلغ سبعة آلاف ويحصل على تأشيرة صحيحة,,والمشكلة أصبحت في ثمن تذكرة السفر ومصاريف شخصية وتم حلها بمساندة شقيقاته وأزواجهن وصديقه في الحارة (نانا) الحلاق الذي يعطيه ألف جنيه كان قد ادخرها لتجديد صالون الحلاقة، وفي يوم سفر همام يتم زواج ايمان الفتاة التي يحبها فيسافر وفي قلبه حزن شديد وفي المطار يفقد أمواله عندما حاول مساعدة احدى جاراته المسافرات ويكتشف ذلك بمجرد وصوله لامستردام كما يضيع منه ايضاً عنوان خاله في نفس اليوم، وبعد رحلة ارهاق ينام بجوار احدى المباني ولكن توقظه الشرطة فيترك جواز سفره ويهرب ليعمل (سايس) أي مناد في موقف للدراجات ليحصل على نقود ولكن الشرطة تقبض عليه لعدم وجود جواز السفر، ولكن داخل قسم الشرطة يستطيع الحصول على جواز سفره الذي وجده مع الضابط الذي ذهب للقبض عليه في وقت نومه، ويخرج همام إلى شوارع امستردام هائماً على وجهه ويدخل احدى الحانات ويحتسي كميات كبيرة من العصائر معتقدا أنها مجاناً وعندما تطالبه المضيفة بالحساب يخبرها بأنه لا يملك أي نقود فتحضر له الحراس الذين يوسعونه ضرباً فيستغيث باي شخص عربي موجود بالمكان,, وينقذه شاب أصلع يدعى (ادريانو) ويجسد دوره أحمد السقا الذي يأخذه معه إلى شقته التي يقيم فيها مع صديقته الهولندية ويأخذه إلى مكان خاله (فتح الباب) الذي ترفض زوجته أن يقيم همام معهما خاصة وأن الشقة صغيرة ولديهما ولد وفتاة فيأخذه للاقامة عند مجموعة شباب عرب اثنين من مصر طه القناوي الشاب الصعيدي ويجسد دوره (محمود النبراوي) وسيد الاسكندراني وشاب من لبنان ويدفع أدريانو جزءا من ايجار الشقة لهمام ويبحث له عن وظيفة فيفشل في العمل باحدى الحانات ، وكذلك مطعم بيتزا وفطائر ويستقر به الحال عامل نظافة في احد الفنادق الكبرى
أغان
ويغني محمد هنيدي في أغاني الفيلم خمس اغنيات.
من كلمات مدحت العذل وألحان رياض الهمشري وتوزيع طارق مدكور وهي: ايييه يا طاطا ياننا مدام امستردام وهذه الأغنية الوحيدة من ألحان صالح ابو الدهب اتش إم آم و يا نهار بنات والأغنيات تم تصويرها بشكل جيد في شوارع امستردام وأهم معالمها السياحية.
استغل مخرج الفيلم سعيد حامد أغنية الحلم العربي في أحد المشاهد التي تبرز ضرورة الاحتمال والصبر والوحدة والتماسك كعرب ومع كلمات الأغنية اظهر صورة القدس,, وكأنه يقول لا بد من تحريرها بالاصرار والوحدة.
|