Sunday 26th September, 1999 G No. 9859جريدة الجزيرة الأحد 16 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9859


الهروب من العمل بالمناطق النائة
مواجهة المشكلة بتقديم الحوافز والعلاوات

* تحقيق : محمد الحنايا
يظل العمل في المناطق النائية أمرا غير مرغوب لدى الكثيرين من شاغلي الوظائف الحكومية,, فإما الاعتذار نهائيا عن الذهاب إلى تلك الأماكن، وإما العمل فيها على مضض وملل وتأفف مع ملاحظة بذل كل ما في الوسع للحصول على فرص عمل أخرى تكون محققة لرغبات هؤلاء.
ولأن الاستقرار الوظيفي يحقق نتائج ايجابية على مستوى المستفيدين أولا ثم الموظف ثانياً فإن من الضروري اتخاذ بعض الاجراءات التي تكفل استقرار الموظف في المناطق النائية وتوفير المناخ الملائم الذي يدفع نحو الانتاجية والعطاء بنفس راضية وثابة.
وإذا كانت الوظائف الإدارية محدودة في الهجر والمراكز فإن سياسة التعليم في المملكة والتي عنيت بكافة شرائح المجتمع حتمت معها انتشار وتزايد نسبة الوظائف التعليمية في تلك القرى والهجر وبشكل كبير.
حول هذا الموضوع وأبعاده وإمكانية وضع الحلول المناسبة له بطرق نظامية دقيقة كان لنا هذه اللقاءات التي طرحت من خلالها الآراء التالية:
واجب وطني
* محمد بن ناصر المجحدي رئيس قسم الاختبار والتوزيع في الإدارة العامة للتعليم في منطقة القصيم قال: إن العمل الوظيفي واجب وطني سواء كان داخل المدن أو حتى في المناطق النائية ذلك لأن أبناء الوطن هم المسؤولون عن القيام بهذا الواجب,,
ويجب على الشباب ألا يتثاقلوا القيام بهذه المسؤولية بيد أن النفس البشرية جبلت على طلب البحث عن مصالحها,, من هنا فنحن في الإدارة العامة نعاني كثيرا من جراء طلبات المعلمين العاملين في المناطق النائية الذين يرغبون القرب إلى مواقع سكنهم.
ثم إن عدم استقرار المعلم بالذات ينعكس سلباً على الطلاب اضافة إلى ارباك الجهات الأخرى التي تعمل في حركة نقل المعلمين لمدة قد تصل إلى أكثر من الثلاثة أشهر ولكي نسهم في استقرار العاملين من المعلمين في المناطق النائية لابد من اغرائهم ومنحهم بعض الامتيازات التي تفوق ضريبة بقائهم بعيدا عن المدن وفي تصوري أن جعل السنتين بثلاث سنوات من حيث الخدمة في المناطق النائية وفق ضوابط دقيقة كفيل بالقضاء على هذه المعضلة وسبيل إلى رفع مستوى الطلاب.
نظرة غير متفهمة
* صالح الدوسري مشرف تربوي أدلى بدلوه في الموضوع قائلا: اعتقد جازما أن مسلسل محاولة الهروب والتنصل من العمل النائي سيستمر في ظل النظرة غير المتفهمة للواقع,, من حق كل شخص أن يبحث عن الأفضل ولكن في حدود الامكانات المتاحة أولاً وليس على حساب الآخرين ثانيا.
وللتغلب على هذه المعضلة او حتى على جانب منها فإنه يجب اعطاء مميزات مغرية تدفع نحو الاستمرار في المواقع النائية تتمثل بمنح العاملين في تلك المناطق بدل بعد يصل إلى 15% يكون حافزا للبقاء والاستمرار حتى وان بعدت الشقة.
مكافأة العاملين
* ويضيف ابراهيم القعير مشرف تربوي قائلا: إن المناطق النائية كأي مواقع أخرى تحتاج إلى سواعد الأبناء الذين ينتظر منهم الوطن الشيء الكثير واستشعار الدور والمسؤولية جدير بالاستمرار في تلك المناطق بعيدا عن الملل والسأم.
بيد أننا يجب أن نكافىء أولئك العاملين فإذا كانوا من أصحاب الوظائف التعليمية تكون أنصبتهم لا تتجاوز 18 حصة في الأسبوع.
وإذا كان العاملون هناك من ذوي الوظائف الإدارية يكون دوامهم خمس ساعات في اليوم أو أي مميزات أخرى تكون ذات مردود ايجابي على هذا المسار.
توفير الأجواء الملائمة
* عبدالله الدغيري الموظف في وحدة شؤون المحافظات في الإدارة العامة لتعليم القصيم قال: لا شك أن الموظف يحتاج إلى الأجواء الملائمة والمناخ المثالي الذي يستطيع من خلاله تأدية العمل بارتياح وبالتالي فإن العمل في المناطق النائية إذا لم يصحبه امتيازات فستظل عملية شغله مشكلة دائمة ذلك لأن الكل يطمح في العمل بالمدن الكبيرة والمأهولة والقريبة من مقر الإقامة.
في الوظائف التعليمية أتصور أن الأمر محلول لأن المسألة وقتية ليست غير، بيد أن المشكلة في الوظائف الإدارية وبالتالي فلو منح الموظفون في المناطق النائية علاوة إضافية، أو نقاطاً تحتسب اثناء المفاضلات عند الترقية، الأمر الذي سيدفع بلا شك نحو تقبل العمل في هذه المناطق.
الأمر خاضع لعمليات دقيقة
* أما أحمد الخضير سكرتير مدير عام التعليم بالقصيم فقال: أشاهد كثيرا من المعلمين الراغبين في النقل إلى جوار مساكنهم وأجزم أن الأمر خاضع لمفاضلات دقيقة وعمليات حسابية معقدة.
ولكن حتى نسهم في استقرار العمل بالمناطق النائية فلابد من وضع الحوافز التشجيعية لهؤلاء.
مثل صرف راتب شهرين كبدل سكن + بدل مناطق نائية أو احتساب الثلاث سنوات بأربع من حيث الخدمة كل هذه الأمور بطبيعة الحال مشجعة جدا,,
ولها مردود ايجابي من حيث مستوى الطالب في هذه المناطق وعدم ارباك العمل في إدارات التعليم من خلال طلبات النقل وما إلى ذلك.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved