Sunday 26th September, 1999 G No. 9859جريدة الجزيرة الأحد 16 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9859


منطق
يامهجتي قلبي ياوطني

ماذا عسانا أن نقول لأنفسنا ونحن نحتفل بذكرى غالية لوطن حبيب؟, هل يكفي ان نتغنى بالأناشيد ونرقص فرحاً لمرور سبعة عقود (تقريباً) على ميلاد هذا الحب الكبير؟, وماذا تعني لنا ذكرى مرور 69 عاما على اكتمال تشييد هذا الصرح العملاق، المملكة العربية السعودية؟؟؟ اسئلة كثيرة ولكن الاجابة عنها أصعب من ان تستعرض في ثنايا عمود صحفي صغير,, ان الذين نثروا الدماء وأرخصوا الارواح ليكون لنا هذا العز وهذا المجد كانوا يدركون معاني الوطن ربما اكثر بكثير من اجيالنا اليوم، وها هم ذهبوا ولم يتمتعوا بثمار ما زرعوا كما نتمتع بها نحن اليوم، ولذا فعلينا ان ندفع ونضحي مثلما ضحى اولئك الرجال من قبل، بل وربما المطلوب منا ان نضحي اكثر مما ضحوا ، حتى يبقى وطننا عزيزا شامخا نفاخر به الامم في مشارق الارض ومغاربها.
انني احاول ان اتذكر كما يتذكر كل المواطنين الذين يعشقون هذا التراب، فأستعرض في الذاكرة أحداثاً عظاما نتج عنها هذا الوطن، اكثرها لم تشهده اجيالنا بل قرأنا وسمعنا عنها الكثير ونشاهد آثارها ظاهرة لا يمكن انكارها,, وفي هذه الايام أستعيد ذكريات وطن زرعته في مهجتي أقامه ووطّد دعائمه بتوفيق الله اولئك الابطال الذين أحبوا هذه الارض فعملوا لننعم ونهنأ بوطن مترامي الاطراف آمن المسالك يستظل بأحكام شريعة الاسلام الإلهية.
كل تلك الذكريات تقودنا الى حقيقة مهمة يجب ان يعيها كل مواطن يريد ان يعبّر عن حبه لهذه الارض الكريمة، هذه الحقيقة هي ان المولى سبحانه وتعالى لما اراد لهذه البلاد خيرا وأراد ان تستعيد هذه الامة امجاد ماضيها، اختار لها رجلا عظيما من سلالة طيبة كريمة وسخر له قلوب الرجال الذين هبّوا تحت رايته يرخصون الارواح في سبيل اعلاء كلمة الله، فنصرهم الله نصرا مبينا وكان لعبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - شرف قيادة هذه المهمة العسيرة، والتي لم تكن لتتحقق لولا تأييد الله اولا ثم ايمان اولئك الاشاوس بضرورة البدء في معركتهم التاريخية الحضارية ضد كل اصناف الجهل والمرض والتشرذم واللامسؤوية,, فهل سنبقى اوفياء لاولئك الرجال فيكون اقل ما نصنع لهذا الوطن الحفاظ على هذه المكتسبات التي ورثناها عنهم وان نعمل على ترسيخها وزيادتها بكل ما أوتينا من امكانات؟.
ها نحن ولله الحمد نسير في ركب حضاري متميز يستمد قوته بعد الله من حفاظنا على مكتسباتنا الدينية والحضارية ومن اصرارنا على تطبيق شريعة الله في جميع مناحي حياتنا، وهذه بلادنا، المملكة العربية السعودية، تنطلق بقوة تسابق الزمن وتتحدى كل المعضلات في ظل اسس قيادية أرسى دعائمها المؤسس - رحمه الله - وسار على نهجه أبناؤه من بعده فما توانوا ولا قصروا، رحم الله من مضى منهم ومتع بالصحة وطول البقاء قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وايده بنصره، وأدام الله عز سمو ولي العهد الامين وسمو النائب الثاني وكافة افراد الاسرة الكريمة الذين يعملون ليل نهار جنودا لهذا الوطن في مسيرتنا الخالدة, فلك يا وطني كل الحب ، ولكم يا إخوتي كل التهاني وكل عام ووطننا بألف خير.
د, عبدالله بن عبدالرحمن آل وزرة
E-Mail: awazrah* yahoo. Com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved