Sunday 26th September, 1999 G No. 9859جريدة الجزيرة الأحد 16 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9859


القلم الأبيض
العوالم الجديدة بعد عام 2000
عبدالعزيز المهنا

كلمة تحولت إلى شائعة,, وربما تتحول إلى حقيقة واقعة لو أمكن التثبت من مصدرها الاساسي الذي انطلقت منه مكوناتها السياسية - هذه الكلمة تنسب إلى احد الامناء العامين للأمم المتحدة حينما قال في اجتماع غير رسمي ان عدد دول المنظومة الدولية سيتضاعف من الآن وحتى نصف القرن القادم 3 مرات، وكان عدد دول الامم المتحدة 139 دولة.
وفي رواية اخرى لتلك الشائعة جاء القول بأن عدد اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة سيصل إلى 400 عضو يمثلون 400 دولة ويؤكد ناقلو الشائعة الذين تتواتر الروايات منهم وإليهم ان الكثير من الاتحادات سواء كانت فيدرالية او اندماجية او دولة ذات عرقيات مختلفة سوف تتحول إلى دول متعددة من حيث نوعية الاستقلال، بل ان الرواة اكدوا ان تلك الدول المتعددة المذاهب والاديان ربما تتحول الى اكثر من دولة بدلا من وضعها الذي تشكل فيه النزاعات حدثا يوميا مؤسفا.
ولو راقبنا الشكل الخارجي لخريطة العالم السياسية منذ عام 1945م لوجدنا تغييرا مرحليا تشهده الساحة الدولية,, فقد استقلت جزر في المحيط الهادي والبحر الكاريبي كانت في الماضي جزرا تابعة لا تمتلك مؤهلات الدولة كما شهدت شبه القارة الهندية والهند الصينية تغيرات متلاحقة خلال الاربعينات وحتى منتصف السبعينات, وفي المنطقة الاوروبية حيث كان هناك الثقل السياسي كان لابد من تغيير بعد انتقال دفة ادارة السلطة الى الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وكان التغيير هو قيام اتحاد فدرالي بين دول اوروبا الغربية لحمايتها من الصراع القطبي.
وبالرغم من التطورات السياسية المتلاحقة في الشرق الاوسط فقد تماسكت الدول العربية ذات الاقاليم العرقية المتنوعة والمتعددة الديانات وللبقاء إلى حد يمكن ان تتخذ حكومات تلك الدول قرارات تنفيذية تكفل لها الاستقرار والاستمرار.
لكن المتغيرات ظلت تتلاحق تباعا فقد ازداد عدد اعضاء المنظمة الدولية ليصل إلى ثلاثة اضعاف ما كانت عليه في منتصف الستينات فقد تحول الاتحاد السوفيتي إلى 16 دولة وانشطرت اكثر من دولة في اوروبا الشرقية,, ومازال العالم في انتظار الكثير مما كان متوقعا حدوثه ومما هو من غير المتوقع الحدوث.
والشائعة او الكلمة لايعرف المصدر الحقيقي لها - ما اذا كانت مجرد رأي جاء بعد دراسة واستقراء فيمكن ان يقال عنه انه كشف لمجهول من التدابير لكن الاشارات توضح ان الامين العام عندما تحدث باجتماع غير رسمي قال ان هذا الكلام ليس من عندي وانما هو كلام الاحداث.
ان الكثير من المشاهدات على الساحة تعطي تأكيدا بأن القرن القادم سوف يشهد الكثير من المستجدات وان حياة الاستقطاب الاوحد للكون لن يكون عمرها طويلا بالرغم من ان هناك امالا تبتغي ان يطول امد الكون على هذه الصورة.
رجل اعمال بريطاني من اصل عربي يعمل في تجارة المصنوعات الجلدية التقيت به في المانيا، هذا الرجل يرى ان بريطانيا امام اوروبا الغربية مثل شخص غير مرغوب فيه يعمل في دائرة يستمد وجوده فيها من قرابته للمدير ويرى ان الولايات المتحدة هي التي تدير الكون حاليا ويقول والعهدة على الراوي ان الدراسات السياسية تؤكد ان الولايات المتحدة بشكلها القائم يمكن ان تعيش 500 سنة وفي اعتقاده ان مستقبل بريطانيا مضمون مادامت أمريكا باقية وان ترابطها الاجتماعي والاقتصادي اعني الولايات المتحدة سيظل يتعاظم في القرن القادم بل انه يؤكد ان زمن امريكا هو الزمن القادم وليس الزمن الماضي.
الولايات المتحدة الامريكية تعني 50 دولة متحدة - والمكسيك والارجنتين والبرازيل اتحادات مشابهة يضاف إليها تلك الاتحادات الاجتماعية والجغرافية في الهند والصين وروسيا وغيرها كل هذا يؤكد ان الجمعية العمومية يمكن ان يصل عدد اعضائها إلى 1000 عضو وليس اربعمائة كما قال أحد امناء العموم في المنظمة الدولية,, ولكن ما هي حقيقة الامور؟ هل سيتضاعف عدد اعضاء المنظمة الدولية ام ستنتهي هذه المنظمة,, ولو انتهت هذه المنظمة فهل هناك بدائل؟ وهل ستلجأ الدول إلى التعاملات البينية والاعراف التي تسود في ذلك الوقت لتحقق من نفسها قانونا دوليا,, وهل المنظمة الدولية ضرورية بالفعل,, وهل وجودها يحمي الدول الفقيرة ام يعزز قوة الدول الغنية.
ان استمرار الضغط الاقتصادي على الدول الفقيرة سوف يولد الكثير من القرارات المفاجئة فالحصار الاقتصادي هو السجن الذي تعيش فيه الدول التي تتخلف عن دفع المستحقات المالية المترتبة عليها للصناديق الدولية المتخصصة, كما هو الآن سجن لتلك الدول التي تخرج عن الطاعة وتحاول ان تنفذ شريعة الغاب في المجتمع الذي يتجه نحو الكمال.
في العام 2000م استعداد وتحفز لتطورات جديدة فظهور القطب الآخر في آسيا لم يعد مرتقبا حتى في السنوات العشر القادمة وعندما قال لي الملحق الثقافي الصيني في سفارة الصين في الخرطوم في زيارة قمت بها للسودان عام 1994م (بعد عشر سنوات سوف يتغير كل شيء) كان يأمل بأن يرى بلاده وقد انتزعت لها موقفا في الصدارة، لكن السنوات المتلاحقة اثبتت له ولي ان الصين بحاجة إلى الغرب اكثر مما هي بحاجة إلى الصدارة فما الذي سيدور على ارض آسيا في اللحظات الأولى من القرن الواحد والعشرين,,؟.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved