عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبعد,.
لقد قررت كتابة هذا الموضوع بعد تفكير طويل وحيرة كبيرة,, حيث فيه من الاهمية الشيء الذي يجعله موضع تساؤل,, وفيه من الخطورة ما يجعله موضع اهمية.
فمن المعروف اننا نعيش ولله الحمد في مجتمع اسلامي اساسه دينه وعموده اخلاقياته فالخلق هو الامر الذي يرفع الناس الى العلياء او ينزلهم الى الدرك الاسفل,,, وحسن الخلق عبارة عن جوهرة يمتلكها الانسان ويكون بريقها اعجابا في عيون الآخرين، فالاخلاق الطيبة يجب ان تغرس في اللبنة الاساسية للمجتمع حتى يعتمد تكوينها على الاطفال,, فالاطفال هم زينة هذه الحياة واساس تكوين العائلة والامل المستقبلي للدفاع والذود عن الوطن, اذاً فهم زهرة هذه الدنيا ببراءتهم وحبهم للحياة.
ولكن للاسف فلقد خالف الواقع الذي نعيشه الان الكثير من الاحلام البريئة والوردية التي من المفترض ان يعيشها الاطفال.
ففي كثير من الاحيان نرى انعدام هذه البراءة والتباسها بالعدوانية ليست فقط عدوانية الممارسة ورد الفعل وانما ايضا عدوانية المنطق والكلام!؟
فكثيرا ما نسمع عن اطفال لم يتجاوزوا سن الخامسة ويعيشون في بيئة من المفترض ان تكون بيئة اخلاقية نظيفة لكنك تجدهم يرددون الفاظا وكلمات تقشعر الأبدان لسماعها سواء في حالة غضبهم او عراكهم مع اطفال آخرين.
فكأن مثل هذا الطفل قد لُقن تلك الكلمات وحفظها دون ان يعي لمعناها فيقذف بها على الصغير والكبير وعلى كل من يثير غضبه!!
فكيف يمكن لهذا الصغير الذي نشأ على هذه الالفاظ البذيئة ان يصبح في المستقبل شخصا تفتخر به عائلته، ويعتمد عليه مجتمعه وكيف له ان يكون مستقبلا حسن المنطق وجميل الخلق؟؟ ولذلك يكون التساؤل عن المسؤول من هذا الطبع اللا اخلاقي هل هم العائلة؟ ام الاختلاط؟ ام الاهمال الذي يؤدي بالطفل الى مثل ذلك الاسلوب؟ فاذا عرف السبب بطُل العجب ,, حيث بوجود الاجابة فاننا قد نستطيع الاصلاح ومنع حدوث مثل تلك الامور اللا اخلاقية لأطفالنا ولأجيال من بعدهم والله من وراء القصد.
عبير علي القرزعي
عنيزة - كلية التربية