كل ما يختص بالأحداث العظيمة في تاريخ المملكة، يتعدى كونه اهتماماً تاريخياً للأكاديميين والمختصين، بل ويتعدى كونه اهتماماً محلياً يهم المواطن السعودي دون غيره.
فما تحقق في المملكة من إنجاز تنموي باهر,, كانت بذرته تلك الأحداث والبطولات والتضحيات التي بذلت من المؤسس ورجاله، أولئك الكوكبة الذين صنعوا التاريخ,, وحفروا أسماءهم في صرحه الكبير,, بما حققوه من إعجاز، وما ترتب على مسعاهم من واقع مذهل قياساً بعنصر الزمن.
لقد كانت التجربة التاريخية التي عاشتها المملكة محطة مهمة,, ليس في الواقع المحلي والإقليمي فحسب، بل وفي التاريخ الإنساني الشامل، حيث حملت التجربة كيفية تسخير القدرات والإمكانات - مهما كانت محدوديتها - للارتقاء بواقع الإنسان، عبر خطوات مدروسة وملموسة، بدأت ببذرة التوحيد لكل الجهود والطاقات، ثم السير قدماً في رحلة التغيير من أجل الإنسان والارتقاء بواقع حياته إلى المستويات الحضارية المأمولة,.
والمملكة وهي تعيش واقعها الزاهر,, تعي دورها الإنساني والحضاري في إثراء المسيرة البشرية لأجل رخاء الإنسان,, فهي جزء فاعل ونشط في الكيان الدولي,, تؤثر وتتفاعل مع حركة النماء، وترفد التجربة الإنسانية بإرث وواقع لا يمكن إغفاله,, كيف لا وهي مهد الرسالة الإسلامية لكل البشر، وهي موئل الحرمين الشريفين، وهي مهد المعجزة الحضارية التي انتظمت هذه الأرض فأحالتها من صحراء جرداء إلى أرض تشع بالهناءة والرخاء ورغد العيش لأبنائها، بل ولكل محتاج لعونها ونجدتها.
من هنا كان لابد أن تقوم المملكة بدورها الحضاري المأمول، في جعل ما عاشته من تجربة، وما مرت به من مراحل تاريخية وتنموية، في متناول يد كل إنسان,, حتى تسهم بنصيبها - الوافر دوماً - لتحويل الحياة على الأرض إلى المستوى اللائق بالإنسان عيشاً وأمناً ورخاءً وازدهاراً.
ولعل ما وجه به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز بأهمية إتاحة نشر المعلومات والمنجزات التي حققتها الدارة عبر الشبكة الدولية لنقل المعلومات (الإنترنت),, لعل هذا التوجيه هو جزء من هذا التوجه في نقل التجربة السعودية الرائدة لكل العالم,, تنويراً لكل طالب علم بما انتظم هذه الأرض من نهضة وإنجاز في كافة المجالات وإسهاماً في جعل التجربة متاحة للآخرين كي يستفيدوا من تفاصيلها,, ويتمكنوا من جني الثمار التي جناها الإنسان السعودي عبر مراحل تطوره ونمائه.
هذه هي المملكة,, تاريخ شامخ بالبطولات والتضحيات، ومسيرة زاخرة بالإنجاز والعطاء، وواقع ناضح بكل المعطيات الحضارية لمواطنيها وللمقيمين فيها.
الجزيرة