Saturday 25th September, 1999 G No. 9858جريدة الجزيرة السبت 15 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9858


فلنرفع عن أبنائنا هذا الظلم المبين4
د, عبدالله ناصر الفوزان

كلنا ساهمنا في فتنة القبول الاستثنائي وخلخلة معايير قبول الطلبة والطالبات في الجامعات حتى أعيان المجتمع من مختلف الطبقات والفئات ممن يفترض أنهم القدوة وحراس العدالة ومضرب المثل في الحيادية وتقديم العام على الخاص، لكن هؤلاء الأفاضل يقولون إنهم يقصدون بمساعيهم الشفاعة الحسنة التي تقر الحق ولا تسلبه من أحد، ومع أن هذا القول أو ما شابهه يعني الطعن في المسؤول التعليمي بوجود ظاهرة سلب الحق من صاحبه في جهازه مما يبرر تلك الشفاعة التي تستهدف إعادةالحق إلى نصابه، فإن فيه نظر، لأنه يفترض أن يكون كاتب الشفاعة على علم بالنسب المحددة في وسائل الإعلام كحد أدنى للقبول، وعلى علم بنسب من يشفعون لهم، وبالتالي، فافتراض وجود حق مسلوب أمر غير واقعي مما يوحي بأن صاحب الشفاعة قد يدرك الآثار المحتملة لشفاعته.
ومع كل هذا، فهل نستطيع توجيه اللوم إلى هؤلاء الأعيان ونحمّلهم مسؤولية ما ترتب على شفاعتهم من قبول طلبة على حساب طلبة آخرين أجدر منهم,,,؟؟ في رأيي أنه من الصعب توجيه اللوم لهم أو لغيرهم من المتوسطين ما دام أن الجهات التعليمية تفتح أبوابا خلفية تخصصها لأصحاب الشفاعات الحسنة,,, .
فالجهات التعليمية هي التي توجد الثقوب الصغيرة أو حتى الكبيرة ابتداءً بصرف النظر عن الدوافع والاسباب الأولى، إذ حتى لو كانت الرصاصات الأولى التي تحدث الثقوب في معايير القبول بتأثير شفاعات من أقوياء يملكون النفع والضر، فهذا على افتراضه لا يعفي المسؤول التعليمي من أنه هو شخصيا من أخذ الدبوس أو السكين ووقع التعميد بالقبول الاستثنائي وأطلق الرصاصات التي أوجدت الثقب أو الخرق الأول، وطالما فعل ذلك فعليه الا ينتظر من المحتاجين أن يروا الخرق ويكتفوا بالفرجة، فهم سيهجمون وسيحاولون الدخول عبر الثقب حتى لو كان أضيق من سم الخياط ,.
نعم,,, من الصعب لوم اولئك الذين يتوسطون أو يشفعون والذين قلنا إن المفترض أنهم القدوة وحراس العدالة فهم على الأقل لا يرون الاعتداء يقع أمام أنظارهم، أي ليسوا مثل المسؤول التعليمي الذي ليس فقط يرى الاعتداء الصارخ يحدث أمام نظره، ولكن يفعله بنفسه,,,, بل إن المسألة قد تتجاوز تبرئة الشافعين والمتوسطين إلى إدانة المسؤول التعليمي عما يحدث لهمأي الشافعين من إحراجات من قِبَل طالبي الوساطات، لأنه هو الذي يطلق جيوش الجراد عليهم، إذ لو أنه لم يوجد ذلك الباب الخلفي للقبول الاستثنائي لما لجأ لهم أحد ولما أحرجهم أحد، ولكن لأن الباب موجود ولكن موارب ويراه القاصي والداني، فإن جيوش الجراد تنتشر بمجرد خروج النتائج ليقين من لا تنطبق عليهم المعايير أن كسر تلك المعايير أمر أسهل من شرب الماء البارد للشفاعات النافذة.
لاشك أن المسؤول التعليمي صاحب صلاحية قبول الطلبة والطالبات يواجه أثناء مواسم التسجيل ضغوطا كبيرة وإحراجات هائلة ويعيش حالة حرب ضروس ويكون في وضع صعب لا يحسد عليه ولكن كما نقول في أمثالناعلى نفسها جنت براقش ومن بغى الدح ما قال أح فهو الذي جلب هذا لنفسه,,,, فلماذا فعل هذا يا ترى وظلم الناس وظلم نفسه,,؟؟ هذا السؤال جدير بالتأمل,,, وسأحاول ذلك في حلقة قادمة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved