ضفائر الشعر,, ذات ريح الجاهلي يشعل خرائطه عبدالعزيز العجلان الناشر: شخصي -1419ه |
كلما ارهقت الشاعر الهموم فر كنورس الى البعيد وكلما اجهشت ذاته بالبكاء ازداد حنينه للرحيل اذ النزوع هو سيرة الشعر والرحيل حلم شاعر تسكنه القصائد النابضة بدماء الحزن.
هي القصيدة التي لم تكتب، وهي السكون الذي لم يضطرب,, وهي الملاذ لشاعر تنقله احلام الطفولة,, تلك هي مجموعة الجاهي,, يشعل خرائطه الشعرية التي صاغ عذاباتها إيقاعاً منغماً الشاعر عبدالعزيز العجلان شاعر يقطف من ترف الكلمات لحنا للمساء الذي يعذبه كلما حل ليجعله يزوي كحزن,, او كهم الغرباء امام الدروب المجهولة تلك التي فصلها الشاعر في قصيدة نورس البيد الديوان (ص35) محاولاً في هذا التوامض الشعري ان يجعل العناء معاندة اخيرة امام غضبة البيد تلك التي تتقاطع خطوطها مع ذاكرة الطفولة:
يسافر,.
يحمل اوراقه
قلبه,, ذكريات الطفولة
,, ماذا سيكتب؟
,, ماذا سيقول
(الديوان ص36)
اشتملت مجموعة العجلان الشعرية على عدد من القصائد بلغت اربعا وعشرين قصيدة قصيرة تعالج كل مقطوعة إشكالية إنسانية لدى الشاعر او مجتمعه محاولاً في هذا السياق ان يلتقط المفردة الشعرية المرهفة تلك التي تنادي بالتمرد على الحزن وقتل الفراغ والعودة ما امكن للغة الحوار الانساني الذي يفجر في الذات رغبة الالتقاء، والحضور,, تماماً مثلما يفعل الغيم لحظة لقاء المساء في افق قرية نائية تتعطش لماء تخضر بعده الفيافي الموغلة في وحشتها ما الشاهد في قصيدة انتظار (ص71) يسقط ظاهرة العتمة على توق العطاش أن يرقبوا ما وسعهم ذلك همهمة الغيم,, وتردد بين الدنو والاستحالة,, لكن الشاعر العجلان لايلبث الا ان يحيل هذه التأملات الرحبة الى صورة الاقتضاب او الومض المتناهي:
وأنت هناك على مهجع الحلم
بين الدنو، وبين المحال
يراودك الحلم,, تأوين للحلم
ينأى بك الحلم
,, تأخذك الومضة الداوية
(الديوان ص72، 73)
تتجسد امام قارىء هذا الديوان صورة الحزن الذي يرسمها الشاعر العجلان, بل إنه يتفنن كثيراً في تقديمها للقارىء كما انه يجعلها في بعض الاحيان حنيناً شيقاً تهفو اليها موارده، ورؤاه:
يهصرك الصمت
تشتد بين المدى والسكون
تلملم إيغالك المستكين
لتنبش اوراقك الميتة،
والرؤى الصامتة,.
ترنق عينيك
تنثر احلامك اليقظات,,
(الديوان ص12)
|
|
|