Saturday 25th September, 1999 G No. 9858جريدة الجزيرة السبت 15 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9858


جُبَر,, ومائةُ عام من المطر
شعر: الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي


في داعجات الليالي استروح العمرُ
وجهَ المعاني فغام السمع والبصرُ
يربُّني في ابتداءاتِ الرؤى وجلٌ
ويزدهينيَ في أم الدجى سمرُ
يعيدني في دم الايام آونة
وينتضيني أواناً حين ينهمرُ
يشد فيّ جبين الوقت، من يدهِ
اعبُّ ماء القوافي ما به كدرُ
أسرَت خطاه بطرفي والدنى لججٌ
حتى تبلَّج دربي والخطى شرر
ما كان منه ومني غير راحلة
من الخيال تخبُّ ثم تنكدرُ
من انت - قلت - وفي صوتي انحنت شَعَفٌ
من الجبال تحثُّ الشوق: ما الخبرُ
ماذا هناك لماذا الشمس في خفرٍ
تغفغف اليوم كالعذراء تنكسر
وكانت الأمس نيرانا وغاشية
كم امطرتك رعافَ الجمر ينشجرُ
وَلم ارى عجبا فيك الضحى وله
مباسم تهب التفاح,, تعتصر
إني عرفتك لاتلوي على فرحٍ
إلا ينغصه في وجهك الكدر
إني عرفتك جوّاب الفضاء على
ساقين من تعب ازرى بها السفرُ
إني عرفتك قبل اليوم تعرفني
فتنثني خجلا ان مسَّكَ الضررُ
وتبتغي جاهدا في السوق مُدّخلاً
الا تراك عيون السوق ياجُبَرُ
ما هذه النِّقلة النوعية التحفت
في شملتيك ففيك البدو والحضرُ
يا ايها الشبح الذكرى اما خبر
عما براك جديداحين تُدَّكرُ
قل غن إني وهبت السمع ضوء دمي
من ذا يلمُّ سراب القفر او يَذَرُ!
قل: اين ثوب على المتنين مهترىء
تخيطه من ليالي قهرك الإبر
قل: اين ضلعان، كانا شُهرتيك, وما
بينهما جُرُفٌ إن تُبتَغى الشُّهر
ماذا فعلت بباقي الحب يوم غزا
دبا الجراد وما في الجرن مدخرا
كيف استطعت حياة والمدى كفن
كيف استعادت بياض الدرة الدّرَرُ
هل ماتزال بحبات الفنا امم
هنا تموت لتشقى بعدها أُخَرُ
من غيّر الحال حالا طلعها ألق
عند اللقاء فتُطرى الحال والغِيَر
قال: اتئد! فلساني طائر حصرت
دون الذرى جانحاه والذرى سير
ماذا اقول وإذ مثل اسمه جبلى
فيفاء لا مطر ترجى ولا ثمر
وإذ افاويق مايجنيه قاطنهُ
فيه المجاعات والأمراض والخطرُ
والموتُ يملأ شدقيه وقبضتَه
يمشي الهوينى وبالاشلاء يأتزرُ
يعابث المرأة الحبلى يقول لها:
الموت طفلي ومهد الطفل محتفر
ويلكزُ الكهل في اود اجه جنفا:
كم ذا يُعاش! وكم ذا يُشتكى الكِبَرُ!
ليت الأُلى اكل الموت الزؤام قضوا
يومى حياةٍ تُرَوّى الأعظم النُّخُرُ
كيما يروا غرسهم احفاد ماسغبوا
ماتوا انتظارا عسى ان يورق الشجرُ
يا قوم ماجئت مداحا ولست أنا
من يحسن المدح إما المدحُ ينتقر
يا صاح ان الليالي اعقبت قمراً
يضمُّ كل جبالي ذلك القمرُ
يلم فيها شتيت المهد يُرضعها
حليبَه فيرف الغصن والحجرُ
إن جئت تسأل عن حالي وكيف غدا
فلتُسأل الارض والانسام والزهر
يوم التقى سَحَرُ التاريخ ملء يدي
صفو السيوف الا يا نعم ذا السَحَرُ
يوم استفاق بأعراف الخيول ضحى
نخلُ السنين الذي قد كاد يندثر
حتى تبجس قلب الصخر منتفضا
طيرا من الماء يُروينا ويعتذر
وسابقت موجة تحتثُّ جارتها
تسامقت صورا تشتقها صور
ذؤابة المجد واختال النواس بها
نشوى الفخار وانف الذل منعفر
تهز في مهجة الصحراء عوسجة(م)
الزمان ماغرر جاشت بها غرر
وتفغم الجو في كل القرى عبقا
اردانه العز والتمكين والظفر
كأنما قد وعت كل الجزيرة ان
قد احتوت قدرا احشاؤها الصُّبُرُ
كأنما هي زرقاء اجتلت غدها
وذمة المستحيل البيرق الخضَِرُ
عبد العزيز له في دين كل فتى
دين فتى ابدا ما ان له عمر
من وحد الارض ارض الله في جسد
المسجدان به العينان والحور
ومن احاط رقاب الجيل مأثرة
من بعده الجيل يتلوها ويأتثر
من قبله لمَّ هذا الشعث في رئة
انفاسها الشيح والكادي والعطر
ومن تراه ابتنى للعرب مملكة
في شكل قلب بنبض القلب يعتمر
هبت صبا حملت وطفاء ما هدأت
حتى تغشت بلادي وهي تنهمر
فغير الله حالي نضرة ورضا
وسنبل الحقل صخر يانع نضر
إني استفقت وفي كفيَّ مدرسة
مبنية بعيون النور تنتظرُ
إني استفقت وما القى اخي واخي
خصمين في رَحِمٍ,, والليل معتكرُ
إني رأيت سبيلي لاحباً أَمَمَا
معبّدَ الخطو لا تنبو به العثرُ
وقد تسدت جبالي الشم فارعة
من دوحة النَّور افناني بها زُهُرُ
والدرب اعمى تجلى ناظراه كما
جلت محاجرها بالانجم الدُّجُرُ
فشع عهد وليد عاصف عَرِمٌ
يحدوه فهد وعبد الله يأتمر
عهد جديد مُرِبٌّ كلُّه لغةٌ
من التفوق والاقدام تنصهر
يرنو الى اسطر اخرى تزوبعها
حرية سنها الإسلام والنظر
يرمي فجاج الرؤى عن كل قافية
فيستهل قصيد ثائر خَطِرُ
فقلت إذ قال،وارتفت على شفتي
فراشة الشعر واستشرى بها الوترُ:
إن المسافة عجز حين تذرعها
وهمة الحلم تدنيها وتختصر
* ألقيت في الاحتفال بالمئوية الاولى في 13/10/1419ه.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved