قلت: هذه نظرة حكيم، وقول مجرب، أدرك في خضم حياته وشؤونها تفاوت اخلاق الناس، واختلافها، مما دعاه الى بسط تجربته بهذه الصورة الواضحة الجلية، انظر الى بيته الأول تجد محصلة حكيمة واضحة، هؤلاء ذوو الأحقاد بقلوبهم المريضة، ونظرتهم العليلة، يطرحون ضغنهم إلا بتعامل يسمو عن طبعهم، ويتعالى عن مستواهم، ويتحقق ذلك في نظر هذا الحكيم بتحيتهم، وحسن التعامل معهم شأن التعامل مع الوضيع فاسد النسب، الذي قد ينفع في شأنه الميسور من التحية، والمتاع، ويزيد في بيته الثاني بما يكمل معادلته الاجتماعية، حيث ودّ تحقيق الفضل وزيادته بمثل ما يصدر عنهم، وينهي عندئذ من اظهار الفضول وتحقيقه، فمنع السؤال باشباع الظن عند صمت هذه الفئة وسكوتها، وبخاصة في حديثهم وتعاملهم، ويرجح من بعد إن ما قد يظن بوقوعه من المكر لن يقع لضعف كيد هؤلاء القوم، وعدم ضرهم، نعم: