سقسقة:
الآخرون يهتمون بنا بقدر ما نهتم نحن بهم .
- حكمة تركية -
***
ليس كل الاشياء التي تقدمها للآخرين تروم منها جزاء ملموساً.
يجب ان تتولد لديك القناعة بان اللمسات الحانية البسيطة التي تقدمها للآخرين تزرع في روحك نبتات جميلة وان لم يرها الناس وحدك الذي تستمتع بهذا الجمال ويفيض من روحك إلى الخارج.
يحكي أحد علماء النفس ان شخصا ما وقف منتظراً دوره في مكتب البريد لإرسال كتاب ما.
ولاحظ ضجر الموظف واستياءه من تراكم العمل عليه فسأل نفسه ماذا في شكل هذا الموظف يجذب حتى اثني عليه,, واكتشف ان شعر رأسه جميل فلما اتاه الدور مال الى الموظف ليعطيه المظروف وقال له: اود لو كان لي شعر مثل شعرك,, بالطبع لم يتوقع الموظف وسط زحام العمل ان تأتيه هذه اللفتة الجميلة.
فمضى يحكي للشخص عن سوء حالة شعره حالياً وكيف كان أجمل في الماضي ودار الحديث على هذا النحو.
روى هذه القصة ذلك الشخص السوّي في موقف خطابي امام جمهور من الناس فانبرى احد الحاضرين بسؤال سطحي قائلا: فماذا رمت منه؟!
فما كان من الشخص السوّي الا أن قال (ماذا رمت منه!! ماذا رمت منه!! لو كنا بهذا الصغار، بهذه الانانية حتى لانعكس من وجداننا شيئا من السعادة على الغير دون هدف او غاية,, دون التفكير بشيء نجنيه,, اذا كانت ارواحنا اصغر من حبة قمح فلننتظر الفشل الذي نستحق,, اجل طمحت بشيء من الرجل,, شيء عظيم القيمة ونلت هذا الشيء لاني شعرت بعد حديثي معه اني اسديت له خدمة بلا مقابل وهذا شعور لا تخمد جمرته بسرعة بل تبقى مشتعلة ابداً).
اننا لو تساءلنا عن الخسارة التي تصيبنا اذا ما اسعدنا من حولنا بكلمات بسيطة سنفاجأ باحتياج الناس الدائم الى الحنان والاحتواء واننا فقط نخسر حين نحبس او نقيد مايمكن ان نسعد به الآخرين دون ان نجني شيئاً ملموساً على الواقع لكننا في الاعماق نجني روحاً شفافة وقلباً خالياً من الاحقاد.
وسوف لن نحتاج الى من يربت على اكتافنا اذ لن يطول انتظارنا ففي الاعماق نبع متجدد لاينضب.
ناهد باشطح