Sunday 19th September, 1999 G No. 9852جريدة الجزيرة الأحد 9 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9852


الأمانة بين المجدين والمستجدين

عزيزتي الجزيرة
الامانة مطلب وواجب وإلزام على كل امين يراقب الله ثم ضميره, مثلا لا حصرا شيخ عجوز لا أحد يعقب له على معاملته ببعض الدوائر يدخل مرتجفا مهتزاً ينادي بالفزعة لانهاء معاملته بدون تكليف من مسؤول تجد بعضا من الموظفين في إعراض عنه ولسان حالهم يقول (ماحنا فارغين) لكن يخرج من بينهم موظف متواضع يقوم بخدمة ذلك العجوز ما أمكن خدمته نظاما,, فيخرج ذلك العجوز متفائلا داعيا ومباركا لكل من قام بخدمته وانهاء معاملته.
ومثل آخر ,, مسؤول في عهدته امانة ريعها وخيرها لنفع المواطن والمقيم ثم تتعطل تلك الخدمة وتنقطع خدماتها عن المنتفعين تجده كالثلج لا يبالي ولا يتفاعل ولا يكون ضميره واعيا ومسؤولا حتى يأتيه الكرب والنقد من اعلى فكأنه في غفوة قيلولة هزهها ذباب صيف جائع بحرارة لدغته، فيلملم شعث اوراقه وأعذاره ولات حين مندم اشتكى المنتفعون وذاقوا مرارة انقطاع المصلحة عنهم والسبب موظف مسؤول مهمل غير عابئ بغيره يحسب كل صيحة عليه وهو السبب بكل الصيحات والمسؤول الاول امام الله ثم من هم في امانته,, فإذا صار المسؤول الكبير صاحب ضمير صالح استبدل ذلك النائم عن مصالح الغير بواع يراقب الله اولا ثم امانة ما انيط به من مسؤولية ومن ثم تعود المياه لمجاريها صدقا وعدلا وأمانة ونفعا يشمل الجميع وبذلك يكون ذلك الجديد اوضح فالرجال واحد وضمائرهم تختلف باختلاف قلوبهم والناس مع من آنسهم بخدمتهم ووفر عليهم عناء المراجعة والمطالبة وكثرة الشكاوى,, وغير العابئ بالامانة يجد جزاءه عاجلا غير آجل والناس لا ترحم المخطئ المتعمد,يقول احد ركاب رحلات السعودية حين رفضت عجلات الطائرة الخروج من اقفاصها استعداداً للنزول بأحد المطارات يقول دخلت على الطيار حين احسست بذهاب الطائرة وعودتها من فوق المطار مما اثار بجميع الركاب الريبة والزلازل يقول ذلك الراكب رأيت الطيار في شدة ومخاض وعرفت انه الامين ابن الامين حين رأيت دموعه ذارفة على وجنتيه ويتكلم بالجهاز كلام المخلص الامين على من أُؤتمن على رقابهم, يقول الراكب عدت ادراجي مسرعا وجلست بمقعدي فما ان نفد وقود الطائرة وهمّ بانزالها على تلك الرغوة البيضاء حتى سمعت دوي انفجار اثر على قلوب الركاب وسألنا الطاقم فقال انها العجلات قفزت من اقفاصها مستعدة للنزول وحمدنا الله وراح الطيار على مدرج آخر ونزلنا بسلام, يقول قابلت الطيار بعد هبوطه فوجدت الابتسامة الشاحبة على محياه فهنأته على سلامته امانته اولا ثم سلامة قيادته للطائرة ثم حرصه النابع من قلب مؤمن تجاه الركاب, فرد عليه الطيار بقوله (تسلم ارقاب من في الطائرة وتهلك رقبتي) هنا الامناء الاجلاء هنا يُتحدث عن الامانة والمخلصين لها والعاملين من اجلها, اجل والدين الاسلامي الحنيف منزرع باجزاء اجسامهم وسويداء قلوبهم وألا ليت اهل القلوب النائمة غاروا من غيرهم وتحملوا المسؤولية الحقة وكانوا مع الله حتى يكون الله معهم,, والله من وراء القصد.
علي الساير
حائل

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
ملحق رواد الاستثمـار
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved