الشعور واللاشعور:
نحن نعرف ان توجيه الشعور وصقله، ونقله تصاعديا من مرحلة الى أخرى,, يتم عن طريق التربية والتعليم، والخبرة، والتجارب المتواصلة.
ولكن هل هناك طريق الى اعلاء اللاشعور؟ الى جعله أكثر انسيابا ايجابيا؟ وهل من سبيل الى فلترته ؟.
يقول يونغ -حسب أسيمة درويش- ان الشاعر الكبير قادر على توجيه الحياة الروحية واللاشعور البشري .
الشاعر وحده هوالذي يستطيع إذن توجيه اللاشعور، وضع زمام له، تهيئته تساميه الى الأعلى.
هذا المتوحش العصي على اليقظة، والمتمرد حتى على قبضة الحلم,, يستطيع الشاعر الكبير ان يروضه، ان يجعله وديعا، طفلا يتكلم بلغة مفهومه.
ترى هل هذا صحيح؟.
وإذا كان صحيحا، فمن أين جاءت هذه القدرة التي يملكها الشاعر لترويض اللاشعور، وقص أظافر توحشه؟.
جاءت - حسب الظن- من ان الشاعر، حين الشعر، ليس شعورا وحسب، بل هو شعور ولا شعور في نفس الوقت.
ان الصياغة التي يشترك فيها اللاشعور اللغة التي يشارك في صنعها، هي القادرة على مخاطبة اللاشعور عند الآخرين.
من هنا تنبع القدرة, ومن هنا تبرز الطاقة الشعرية التي لا تعادلها أي طاقة في مخاطبة شتى الأحاسيس الانسانية ظاهرة، وباطنة.
ألا تضحك، بعد هذا، على الأقوال التي نادت وتنادي بموت الشعر؟.
لا, لا أضحك لأني مشغول بالضحك على الأقوال التي نادت وتنادي بموت الانسان.
|