Sunday 19th September, 1999 G No. 9852جريدة الجزيرة الأحد 9 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9852


غناء الصحاري
أما قبل
أمل الفاران

بعد انقطاع عن الكتابة الملتزمة اعود امتطي احرفي الحرون واردف افكاري المبعثرة تحدوني قناعة موجبة ألاّ شفاء لي من الكتابة الا بالكتابة، لكني كلما شمرت عن قلمي ألقاني ممتلئة حد الغواء، خاوية حد التشبع، ولو كنت من المبتلين مثلي بهذا الداء فلابد انك قد جربت ذلك الاحساس مراراً.
منذ ايام وانا احيا سؤالي القديم: ألكاتب مختلف ام هو مسكون بهاجس الاختلاف الفتان؟!
اللحظة اظنه الاثنين معاً، فلأقل - بتحفظ- انه مختلف، ولأهمس - بخجل ان عددت نفسي في زمرة الكتبة- ان نرجسيته الطاغية هي التي تزين له سوء اعتقاده انه لايشبه إلاه.
ها أنا ذي انتهك اول الحدود التي آليت ألاّ اتخطاها, ذلك اني لما عزمت على الانضواء مجدداً تحت راية اللقافة (عفواً اقصد الثقافة) واسلك في حزب الثرثارين (عذراً منهم اقصد المثرين للساحة العربية والعقلية الفتية) اقول كنت قد رسمت لي مساراً حلفت لا احيد عنه, وقد - والله- قبل قليل حنثت ولاني لا اراني سأملك من الشجاعة مستقبلاً مايمكنني من التصريح بأخطائي فإني ساقطع الدرب عليّ فأخبركم بما حرمته على لساني وبناني.
هل يعنيكم ذلك في شيء؟! اما قلت اني في فرقة اللقافة والثرثرة!!
اول المحرمات في عرفي الجديد الحديث عن اسئلة الكتابة الغبية: لماذا اكتب؟ وماذا؟,, وقد انتهكت ذا الحد قليلاً قبل قليل فاحسبوها عليّ.
ثانيها اني قررت ان ابتعد عن دائرة شؤون الكاتب الخاصة وهمومه التي لاتهم سواه بل لاتهمه هو إلا متى تأخر موعد اكتئابه الدوري وما وجد متنفساً له غير الارتداد لداخله ونبش المؤرق من احواله وذا بعد فضت فيه فعلي نقطة اخرى.
وثالثها ألا انساق مع موجات الكتابة في مدها وجزرها فأرود قلمي كل مورد يعب منه سواي متعامية عن مساءلة ما اكتبه أفيه رأي قد يثري المطروح من القضايا ام هو مجرد محاولة لتقييد اسمي في سجل الحضور المناسباتي الذي يغري معظم كتابنا مدفوعين بمركبات النقص الجارية في دمائهم الى الخوض في كل مخاض.
اذ يكفي ان يتصدى ثلاثة كتاب عدول لإصدار جديد او ظاهرة وليدة يحكون عنها حتى يتهادى البقية كالفراش المبثوث وان على اصغر شعلة !!
وصفحاتنا الثقافية كل حين مليئة بذلك كسواليفهم عن كتب احلام مستغانمي وعصفورية القصيبي وقناة الجزيرة الفضائية ومذيعيها والتيتانيك والجديد اليوم ايزابيل الليندي, اعرف ان المتابعة للجديد إحدى وظائف الكاتب ولكن المحك هو ماذا سيقول؟ ولِمَ؟
رابع حدودي ألا اكتب عن محيطي الخاص لادائرتي الاصغر البادئة بي المنتهية اليّ ولاعن دائرتي الاكبر حيث الآل والديرة ذلك ان هكذا بوح يرهق اعصاب من اعرف ومن لا اعرف منهم لأسباب اجهلها مرة واتجاهلها مرات فتصدر كل مرة فرمانات عائلية عاجلة يشد لساني او تشذيبه او بتر نتف منه.
عاشر قيودي (واسمحوا لي بهذه القفزة لاني اشك في قدرتي على الافضاء لكم بالمسكوت عنه منها مثلما اشك في استطاعتي البعد عن اتيانه) اذن عاشر قيودي ألا اصفق لذا لغاية ولا اصد عن ذا لغاية ولا اتحزب لهؤلاء ولا عن اولئك لغاية ومبلغ علمي ان ذلك سيطرح قلمي بعيداً بعيداً عن دوائرنا الثقافية الساطعة.
لابأس عليّ! ولا عزاء لي الا قناعة تدعمها نرجسية موهمة واهمة بأني مختلفة اريد ان اصدُقها واصدّقها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
ملحق رواد الاستثمـار
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved