Sunday 19th September, 1999 G No. 9852جريدة الجزيرة الأحد 9 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9852


بعد خمسة وعشرين عاماً من العطاء ,, الفنان محمد بخش
أعيش بين الشلل والإحباط وبصيص الأمل

امتداداً للقاءاتنا السابقة مع عدد من نجوم الدراما المحلية والتي استعرضنا خلالها دور الفنان والمنتج تجاه المناسبات الوطنية وما قدمه خلال فترة كانت حافلة بانتاج عدد كبير من الاعمال التلفزيونية,.
اليوم نستضيف نجما حقق ما وصل اليه بعد كفاح,, قدم الكثير من الاعمال الدرامية انتاجاً وادواراً بطولية ,, وتتلمذ على يده وبتوجيهات منه مجموعة من الممثلين السعوديين وقدمهم الى الساحة الفنية بكل ثقة, واذا نطقنا باسم محمد بخش فإن الذاكرة تعود الى الوراء لتسرد ماقدمه بخش من اعمال درامية اضحكت وابكت,, واستشفت من خلالها العبر كما قدم بخش انتاجاً سخياً يحمل المضمون والهدف مطعماً بحرصه وعنايته تجاه الدراما المحلية ومستقبلها , ولايزال الفنان محمد بخش يواصل المسيرة الا انه يعاني من بعض الامور والتي سنطالعها سوياً عبر هذا اللقاء.
* * نلاحظ ان هناك تباعدا بينك وبين الدراما التلفزيونية والمسرحية فماذا تقول؟
- بالعكس انا اعيش الدراما في داخلي والتلفزيون داري اسكن فيه منذ خمسة وعشرين عاماً ولم اكن يوماً متباعداً عنه ولكن يبدو ان التلفزيون العزيز هو الذي طفش عشرتنا او مل منا واحب التجديد بدماء جديدة وهذا مشروع له ودليل عدم تباعدي عن درامته تقدمت بعدة نصوص منذ شهر صفر 1420ه وربما التلفزيون له خصوصياته ومرئياته حيال توقف الانتاج المحلي والخاص ونأمل قريباً ان تسمح الظروف لعودة الانتاج ويعود التواصل ويقترب التباعد, أما المسرح ,,واعني المسرح الجاد وبكل مقوماته فهو مفقود,, مفقود الا من محاولات بسيطة لبعض الشباب الذين يتواجدون في الاماكن العامة مثل الملاهي والمحلات الترفيهية وعلى بعض الصناديق الخشبية القابلة للكسر.
فأين المسرح والجمهور المسرحي الذي يأتي طوعاً واختياراً للاستمتاع والاستفادة وليس للمجاملة,, وعندما يتواجد المسرح سأتواجد واتقارب.
** ماذا قدمتم خلال صيف هذا العام من أنشطة تتعلق بالحركة السياحية فنياً؟
- الواقع انه لم توجه لي اي دعوة صريحة للمشاركة وعلى العموم الذين حالفهم الحظ في المشاركات الصيفية لم يقصروا مع تمنياتي لهم بالتوفيق والنجاح.
** التواصل مع القنوات الفضائية في سبيل نشر الدراما السعودية الى ماذا يحتاج وما هي مقترحاتكم لذلك؟
- يحتاج التعامل مع القنوات الفضائية الى الدعم الجاد جداً والثقة والتقدير والتشجيع وخصوصاً القنوات التي لديها مراكز انتاج في بعض مدن المملكة.
اما بعض القنوات فهي تريد نجوما ونجمات شبابا او تريد عملا مصورا جاهزا يتماشى مع تشعباتهم التقنية وقد لاتتوفر لدى المنتج السعودي ناهيكم عن المواضيع التي تأخذ الطابع العربي العام وليس الطابع السعودي الخاص في وضع بعض التعقيدات التعجيزية.
وباقتراح شخصي امل من بعض القنوات الفضائية التي يوجد لها مراكز انتاج اعادة النظر في كوادرها الادارية والانتاجية.
ومثال ذلك,, وضع تعرفة مناسبة للمنتج المحلي لاتقل عن تعرفة الانتاج التلفزيوني في الصيغة التنفيذية كما يتم البحث عن الجودة وليس السعر فقط ودراسة خطة الانتاج السعودي قبل الخوض فيه وخصوصاً المصور داخلياً,, وايجاد كوادر انتاجية متخصصة وتدريبها وتكييفها مع صناعة الانتاج المحلي وايجاد معدات واستوديوهات للتأجير وعدم المقارنة بين الانتاج في السعودية وبين الانتاج في بعض الدول الاخرى ومراعاة اجور الفنيين والايدي العاملة, وايجاد اماكن تصوير او انشاء ستوديو للاعمال الدرامية يؤجر للمنتج المحلي , والنظر في تعرفة المشاركين كممثلين وفنيين واخيراً تحديد هوية القناة الفضائية خصوصاً التي ظاهرها محلي وفي باطنها ترفض العمل السعودي وتجامل بعض الاطراف على حساب الاطراف الاخرى.
** لماذا يفتقد الفنان والمنتج السعودي خصوصاً والخليجي عموماً الى التواجد في المهرجانات السينمائية العربية وكيف نوجد قاعدة سينمائية تكرس من تواجد الفنان السعودي وتبث ما يمكن الرد به على اغراءات وافدة ونشر مايتعلق بقيمنا ومبادئنا؟
- لايجاد قاعدة سينمائية سعودية لابد من ايجاد ادارة سينمائية او غرفة صناعية للسينما كما هو حال الدول الاخرى ,, ولفقدان القاعدة الاساسية لصناعة السينما الدرامية والروائية فإن توفير كافة المعدات والامكانيات الحديثة وانتشار دور عرض و و الخ,, قد لايتفق مع اعلامنا المحلي وهو متوفر في الخليج رغم اهتمامنا المتواضع في صناعة السينما الوثائقية وهي تجارب قليلة جداً ولا تذكر ان لم تكن قد انعدمت وهي شبه سينمائية من بعض القلائل من المخرجين المحليين وما اعرفه انه يوجد في بعض اقسام الدراسة عن التصوير السينمائي على شريط (6 ملي ) كنوع من التجارب وكذلك قسم لتصوير الفيديو كاسيت.
** بعيداً عن الانفرادية في عملية الانتاج او التمثيل هل قدم الفنان والمنتج المحلي مايليق بحجم مناسبة الذكرى المئوية للمملكة ,, وماذا قدمتم انتم,, وهل هناك اسباب حالت دون مشاركتكم بما يعبر عن فرحتكم وبطريقتكم الخاصة عبر الشاشة؟
- لم يقدم المنتج المحلي مايشبع حجم المناسبة العزيزة على قلوبنا وذلك لسببين من وجهة نظري الفردية, الاول ان قناة ART احتكرت الحدث بمجمله فهي تملك جميع المقومات لانجاح مثل هذه المناسبة وهذا ما لا يستطيعه المنتج الفرد,, الثاني هو تكلفة مثل هذه المناسبات ولكي تظهر بالصورة المشرفة من حيث التقنية والامكانيات فهي تحتاج الى كم كبير من المال والجهد وما يتعلق بامور الانتاج.
وعموماً ماقدم من محاولات درامية بهذا الخصوص كانت جيدة ولا بأس بها متمنياً للشركات التي قدمت الاعمال كل التوفيق، والنجاح مجير لنا كفنانين وكلنا شاركنا بمشاعرنا وقلوبنا حيث يسكن الوطن.
** المسرح المحلي مفقود بنسبة 100% وهذا موضوع لايختلف عليه ولكن بحجم نجوميتكم كيف يمكن طرح هذه القضية امام فروع او المركز الرئيسي لجمعية الثقافة والفنون في سبيل المطالبة باعادة تواصل المبدعين مع الجمعية كما كان سابقاً؟
- كما قلتم المسرح مفقود 100% ولاتعليق !؟ واجير هذا السؤال للقائمين على قسم المسرح بجمعيتنا وفروعها المنتشرة في انحاء المملكة والجمعية هي الجهة الوحيدة التي توصل جسر المحبة بين كل المبدعين ولكن في حال عودة المسرح 100% ايضاً.
** مشاركاتنا المسرحية عبر مهرجانات تجريبية هل حققت الاهداف واوصلت رسالتها ,,, او ان العملية سواء من خلال الطرح او اختيار الممثلين او ترشيح المسرحيات بحاجة الى مناقشه وهل ستعتمد مشاركاتنا التجريبية على الاختيار من مسرح الجنادرية المحلي,, وهل ذلك كفيل بأن يحقق مانريد ؟
- طبعاً الطموح اكبر من ان نشارك عبر مهرجانات تجريبية ,, وهذه المهرجانات لاتتعدى رسالة فنية اكاديمية وبدبلوماسية تجمع مختلف الاقطار العربية لطرح رسائل ثقافية مسرحية بشكل تجريبي وهذا مايتم في الجنادرية ولكن بشكل مصغر ويشمل مدن المملكة فقط ونأمل مستقبلاً مشاركة الدول العربية او على الاقل دول الخليج في هذه المناسبة، والجنادرية مسرح شعبي ثقافي فني اجتماعي,, واتمنى ذلك؟
** مارأيك بالاعمال المعتاد عرضها وخصوصاً ماهو قديم ومستورد ومستهلك؟
- لا مانع من الاعادة ففي الاعادة افادة,, ولكن على شرط ان تكون الاعمال محلية حتى لو كانت ضعيفة على الاقل لنكتشف موقع الضعف في هذه الاعمال ويتم تلافيها قادماً.
اما مايعرض من اعمال مستوردة فهي فعلاً قد عفا عليها الدهر, واعيد عرضها اكثر من مرة في بعض القنوات وكثير ممن شاركوا في تلك الاعمال رحلوا عن الدنيا إضافة الى كونها لا تمت لعاداتنا وتقاليدنا بصلة ,, وافضل اعادة الاعمال المحلية القديمة والحديثة,, وقديمك نديمك لو المستورد اغناك .
** ماهي الافكار والخطوات الفنية التي تنوي تقديمها لجمهور الدراما المحلية وماذا ينقصكم لطرحها؟
- مع توقف الانتاج المحلي والخاص توقفت جميع خطواتي وربما اصابها الشلل والاحباط وتحول عملي الفني الى اتجاهات اخرى وطرقت بعض ابواب الحياة وتوقف الفكر مؤقتاً وتراجعت وحاسبت واعدت حساباتي,, ومازلت اقلب في اوراقي وافكاري واقف في طابور الانتظار حتى عودة الانتاج الدرامي المحلي والخاص.
** بصراحة ماذا ينقصكم كمنتجين محليين ,, هل مادياً او تقنياً؟
- بكل صدق ينقصنا الاستمرار فالتوقف هو موت بطيء لطموحات المنتج المحلي خاصة والفنان عامة وتدفق ضخ الانتاج يعني العطاء والنماء والتطوير والنجاح وحين ينقطع هذا الضخ فإن كل شيء يموت تدريجياً وينطفىء الحماس وتنهار الامال والطموحات وتفقد المواهب اصرارها واستمرارها وتتأجل نجاحاتهم الى اجل غير مسمى ويكون وقتها قد تحولت هذه البراعم الى ما لايمت للفن بصلة الا من تبقى له بصيص امل في عودة الانتاج المحلي والخاص يوماً ما.
** اذا كان هناك نقد معالج لقضية فنية او عمل درامي يعيش في داخلك وترغب ان تطرحه امام المسئول او الفنان او القارئ فما هي القضية وكيفية ايجاد مقترح لها؟
- نحن نعيش اليوم عصر التقنية الحديثة وهذه التقنية لها ثمنها فالاسعار في ارتفاع وخصوصاً مع انتشار القنوات الفضائية,, ومثال ذلك,, وصل سعر الساعة للمنتج المنفذ (160,000) مائة وستين الف ريال كأدنى حد وبعض المسلسلات وصل سعر الساعة لها أكثر من (500,000) خمسمائة الف ريال وهذا سعر التكلفة فقط ونقيس ذلك من خلال الاعمال المعروضة على الشاشات الفضائية نعم نحتاج الى رفع التعرفة الانتاجية لتطوير انفسنا واستحداث اجهزتنا لكي تسير مع الركب الفضائي,, نعم ينقصنا كل شيء رغم وجود كل شيء,, تنقصنا هويتنا الانتاجية المحلية ,, تنقصنا المظلة التلفزيونية لتحتوينا وتدعمنا وتجمعنا وتؤكد وجودنا وبالفرض على الساحة الانتاجية الدرامية السعودية مرة اخرى,, تنقصنا الاستمرارية في الانتاج المحلي والخاص ,.
واخيراً ينقصنا ان نلتقي كمنتجين سعوديين بمعالي وزير الاعلام الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي مرة واحدة كل عام,,
فنحن في حاجة الى دعمه الذي عودنا عليه ولكن نحتاج الى حوار على طاولة معاليه يجمعنا على الحب والعطاء لهذا الوطن المعطاء وهذا مايحث عليه معاليه دائماً وهو العطاء لخدمة الوطن.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
ملحق رواد الاستثمـار
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved