* بيروت - (ا ف ب)
ادرج المخرج السينمائي المصري يوسف شاهين ازمة السينما العربية الحالية في اطار ازمة الفكر العربي عموما اضافة الى الازمة الاقتصادية ومنافسة السينما الامريكية معتبرا ان ما تحققه السينما العربية، وخاصة المصرية، رغم كل تراجعها يشكل معجزة في الاوضاع الحالية.
وحمل شاهين (73 عاما) في حديث في بيروت مع مراسلي وكالات اجنبية، من بينهم مراسلة وكالة فرانس برس، مسؤولية تدهور الابداع العربي الى القيادات التي لا تقدر قيمة الثقافة, وقال عندما تصدر تشكيلة وزارية جديدة يترأس وزير الدفاع اللائحة يليه الوزراء اما اسم وزير الثقافة فيأتي وفقا لمكانته في المرتبة الاخيرة ,وتساءل عما يمكن ان يحققه اي سينمائي مهما كانت قيمته في هذا المناخ معتبرا ان الحفاظ على ماتبقى من صناعة السينما يشكل معجزة لما يتطلبه من جرأة .
واضاف من الناحية الاقتصادية بات من الصعب جدا جدا تنفيذ فيلم لان مداخيله في 90% من الحالات لاتغطي كلفته وان جرى تقليصها الى الحد الادنى لذلك فانتاج فيلم بات معجزة وانتاج فيلم جيد هو معجزة مضاعفة ,وعن وضع السينما في بلده اوضح شاهين ان معدل انتاج الافلام انخفض من 120 فيلما سنويا في عز النهضة السينمائية في الستينيات الى 80 فيلما في الثمانينيات الى 12 فيلما حاليا .
وقال بحدة كانت صناعة السينما في مصر المورد الثاني للعملات الصعبة بعد زراعة القطن والان لم تعد تشكل صناعة وانما بالكاد تعتبر حرفة ,وحمل مسؤولية تدهور صناعة السينما الى السلطة التي لا تحمي هذا القطاع لا الى الجمهور - المستهلك الذي يتوفر له البديل عبر الافلام الامريكية خصوصا .
وقال في كل دول العالم باستثناء الولايات المتحدة قطاع السينما قطاع خاسر، مثلا في فرنسا وبريطانيا وايطاليا لكن السلطة الفرنسية انشأت رغم ذلك خطوط دفاع متعددة للدفاع عن هذه الصناعة , اما في مصر فإن قلة من النجوم - الانماط تحقق ارباحا بينما هناك 17 الف عامل في قطاع السينما بالكاد يسددون نفقاتهم .
وعن الدعم الرسمي للسينما في مصر قال توقف ذلك منذ سنوات طويلة وباتت السلطة موجودة لتقول مسموح وممنوع وتقتصر مساندتها على تقديم الجوائز مشيرا الى ان السلطة توقفت عن دعم افلامه منذ العصفور عام 1973,وشدد شاهين الذي يدرس الاخراج السينمائي منذ ان كان في الخامسة والعشرين من عمره على اهمية السينما في توعية المواطنين معتبرا ان دورها هو تنبيه وتربية في اطار مسل .
ورفض شاهين المنطق القائل بان انتشار المحطات التلفزيونية المحلية والفضائية ساهم في تراجع الاقبال على دور السينما, وقال يشكل التلفزيون امتدادا للسينما التي تؤمن لفيلم عربي ناجح مليونا ونصف مليون مشاهد مثلا بينما تسمح محطات التلفزة لستين مليونا بمشاهدة الفيلم نفسه ,واكد شاهين ان فيلمه الاخير الاخر استقطب ضعفي افلامه الاخرى خاصة المهاجر والمصير اللذين سبقاه والتي يسعى فيها جميعا الى المساهمة في ازالة الخلط الشائع بين الارهاب والاصولية في الوقت الذي كان فيه الاعلام الغربي يساوي بين الاسلام والارهاب .
يطرح فيلم الاخر عبر قصة حب اسئلة متعددة عن الانتماء والهوية والعلاقات مع الاخر عند انعدام التكافؤ وقضية الارهاب ودوافعه, ويتناول مسألة العولمة وتحولها الى اداة بيد النظام الامريكي الذي يسعى لاتمام سيطرته على العالم ونهب ثرواته وموارده الطبيعية بالتعاون مع السلطات المحلية.
حقق شاهين خلال اعوام حياته المهنية الخمسين 37 فيلما كان اولها بابا امين عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره وآخرها الاخر الذي بدأت عروضه التجارية في بيروت يوم الخميس , وكان الاخر عرض في مهرجان كان السينمائي في ايار / مايو الماضي.
حصل شاهين على جوائز متعددة مصرية وعربية ونال عام 1997 لدى عرض فيلمه المصير جائزة اليوبيل الذهبي لمهرجان كان , وفي العام التالي منحته جامعة السوربون الفرنسية دكتوراة فخرية.
واكد شاهين الذي درج في السنوات الاخيرة على تحقيق فيلم كل سنتين بأنه قرر عدم المشاركة في المسابقات الرسمية التنافسية وانما المشاركة في المهرجانات السينمائية قائلاً اخذت حقي ونلت كبرى الجوائز العالمية وعليّ فتح المجال للاخرين .
|