Sunday 19th September, 1999 G No. 9852جريدة الجزيرة الأحد 9 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9852


العمل العربي والتنمية الإعلامية
عبدالعزيز المهنا

كثيرة تلك المؤسسات الاعلامية التي ترمز الى ان العرب يجب ان يكون لهم، مؤسسات فهناك اتحاد الاذاعات - واتحاد الوكالات وبرامج اعلامية مشتركة 0 - والى جانب تلك المؤسسات توجهات متباينة في العمل الاعلامي المنفرد, وهذا التباين يأتي احيانا عن قصد وفي احيان كثيرة عن غير قصد ربما نتيجة الجهل او السذاجة او الى اية صفة تقبل تبرير هذا النوع من التصرفات.
واتحاد الاذاعات او اتحاد الوكالات العربية يسعى كل منهما الى اقامة دورات تدريبية لتمكين العاملين في اجهزة الاعلام العربية من تقديم خدمة ارقى ووضع رؤى المستقبل امام المستمع والمشاهد العربي بما يتفق وطموحات وحدة المفاهيم والافكار في العالم العربي.
بل ان هذه المؤسسات تحاول ان تجعل من الصحفي العربي نموذجا لما ينبغي ان يكون عليه الصحفي في الوطن العربي وتحاول عبر الدورات التدريبية والجولات الميدانية ان تمكنه من رؤية اجهزة الاعلام الاوروبية والامريكية بل والآسيوية ليرى عن كثب كيف تسير عجلة التطور بسرعة لا تقبل التريث او الهدوء.
كل تلك المحاولات لا يمكن ان تستثمر لأنها لا يمكن ان تثمر ما دامت هناك توجهات اعلامية عربية متباينة.
يقول الألمان: هناك من يقول ان هناك دولا عربية اي دول ناطقة بالعربية، وعالم عربي جميع دوله تقول عن نفسها ان سكانها او اغلب سكانها جزء من الكل العربي ولكن,, ليس هناك امة عربية, اي ان الامة العربية في نظر الغرب قد انتهت وان لا امل لها في الظهور من جديد.
ويؤكد الغربيون ايضا ان الدول العربية لها توجهات تنموية مختلفة,, فدول المغرب العربي تحاول التكامل مع دول المجموعة الاوروبية والشراكة المتوسطية جمعت بين جميع الدول المطلة على البحر المتوسط بما فيها الدول العربية والدول الناطقة بالفرنسية تنظيم ابتدعته فرنسا لجمع شتات الرقيق الفرنسي من الدول الافريقية وعلى ذلك التحقت به دول عربية ومؤتمر الشرق الاوسط وشمال افريقيا وهو ذلك التنظيم المزور جاء على انه البديل او الانتماء الاكثر شمولا وهو الذي يستطيع ان يضع العرب واليهود تحت عباءة واحدة.
امام هذه البدائل الكثيرة التي ترغم العرب على ترك الجامعة العربية لم يجد الإعلام العربي له موقعا فلم يمقت هذه التصرفات العالمية الجماعية لتفتيت الامة وهدم كيانها، بل انه اخد يعد العدة لاستقبال كل بديل بمفرده ويعطيه من الهالة ما لا يستحق.
امام هذه المتناقضات لا يمكن ان تجدي نفعا تلك التحركات التي تقوم بها المؤسسات الإعلامية العربية لخلق لغة اعلام عامة وتوجه اعلامي عام تتفق على نهجه سائر الدول العربية ان الخطوة الاولى بالتنفيذ في مجال الاعلام العربي الموحد انشاء مؤسسة او وكالة اعلام عربية تصدر عنها صحف متخصصة ومجلات دورية ولها موقع على شبكة المعلومات الدولية ومركز معلومات شامل تقوم كل دولة عربية بتزويده كما وكيفا وتمتلك الوكالة محطة فضائية اذاعية تلفزيونية ووكالة للانباء ومركزا للتدريب للاعلام المتخصص.
وتعمل وكالة الاعلام العربية خارج التوجهات السياسية المفردة وتعمل بتوجه سياسي عام ولها وكيل متخصص مرتبط اداريا بالأمين العام للجامعة العربية.
ان الشكل الهزيل للمؤسسات الاعلامية العربية لا يستطيع تلبية الطموحات على مستوى الامة وفي اعتقادنا انه لا بد لللقيادات العربية من ان تعمل شيئا قبل الضياع,, فبين اظهرنا من قال ومن يقول: ان الامة العربية امة بائدة, وان القومية العربية قد انتهت, وان اللغة العربية لغة متخلفة إلى ان يقول: ان الاسلام دين قديم لا يتواكب مع الحضارة, هذه هي النهاية,, ومسؤولية البقاء والمحافظة على الوجود تقع على مسؤولية القادة العرب,, اما الشعوب فقد بلغوا نضجا لم تبلغه قياداتها,, فالشارع العربي ينطق بالوحدة وينادي بالقومية,, بقاء الامة.
الكلام في بناء المؤسسات الاعلامية العربية على نمط حضاري كثير - وكثير واكثر,, ولكن من هو القادر على وضع حجر الاساس لكل منشأة اعلامية عربية, ومن الذي يدفع المال,,؟
واعتقد ان الاجابة على هذا السؤال الآن في متناول اليد فليس المطلوب من القيادات العربية سوى الموافقة على قيام وكالة الاعلام العربية ووضع نظام اساسي للوكالة بعدها تتبرع دولة المقر لأي من مؤسسات الوكالة او لها مجتمعة بأرض المقر بعدها تتم عملية التمويل لكل مؤسسة من مؤسسات الوكالة عن طريق البنوك التجارية الوطنية او البنوك الاجنبية.
ليس هناك مشكلة امام تمويل مؤسسات الإعلام العربية - وليس هناك ادنى شك من تحقيق هذه المؤسسات للهدف الذي قامت من أجله.
اننا نتمنى ان نجد انفسنا وقد اهتدينا الى الطريق وان نسير بأوسع الخطى واسرعها لنصل الى موقعنا الطبيعي بين الامم.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
ملحق رواد الاستثمـار
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved