دائماً
لم يزل واقفا كالجبل
صخرة، ينتشي طائرا كالحنين
لوّنت عُمره
صرخة شامخة
في مهب الجسد
2
تنبت الفاجعة
من مدى انثى حرةٍ فاتنة
في فضاء النهار
ينحني عمرها,.
في زهور المدار
3
كيف أدري متى تنزوي
حالتي؟
انها لم تزل في يدي تحترق
والمنى حالمه
4
صامتاً أذهب,.
للأنين الأخير
علني اسمع الصوت خلف الثرى
أو أرى سور بيتي العتيق
5
عالمي قد هوى فوق جمر الحبيب
فالغضا يابسة
والطريق غريب
مبارك بن الرواء
الصديق مبارك نجد في قصيدته النثرية بيتي العتيق ذلك الحس الحداثي التجديدي ولنتعرف على الشعر الحداثي يمكن القول بانه فن وصف الذات خارج المكان والزمان بكل ما تحمله من معاناة او سعادة او استرجاع لماضٍ كان,, كما في قصيدة مبارك فقد تمكن من نقل الصور في مخيلته الى رموز وهذه الرموز توفق في كثير من المقاطع من نقل المعنى المراد ترميزه كما في ,,, لوّنت َعُمره، صرخة شامخة,, كما ان القصيدة لم تخل من ذلك الجمال الشاعري كما في,, صامتا أذهب للأنين الأخير .
نستطيع ان نقول ان جمال القصيدة النثرية هو في توليدها للرموز التي تعبر عن الصور التي لا يمكن ان نحيلها الى واقع مثل لونت عمره، صرخة شامخة، فضاء النهار,, زهور المدار فهي تخرج بالذات بعيدا عن جمود القافية او تحديد الدلالة بالمشكل الشعري.
وذلك ما قام به مبارك يقول,, عالمي قد هوى فوق جمر الحبيب,, تمتلك كثيرا ادواتك اللغوية والحس الشاعر للتعبير عن القصيدة,, الخلل في بعض المقاطع لا يعني فقدان النص لجماله، الجمال الحقيقي كامن في المعنى,, وهو محاولة الامساك بلحظة زمن انقضى,.
هل قرأت بدر شاكر السياب ونازك الملائكة,, اذا لم تكن قد فعلت فابحث عن دواوينهما الآن ستجد لديهما الكثير مما تبحث عنه,, تواصلك رائع وأهلا بك صديقا دائما.