يا قائل الشعر ماذا وقد ذبلت
أوراقه اليوم نهراً من الخلل
لا الوزن اضفى له رونقاً فزهى
أو عاد منه جمال اللفظ في الجمل
قد دبَّ فيه سقام كان أرهقه
وانبت منه رصين النظم في المقل
واستبدلوه الناس شعراً صار معتبراً
بالنثر يدعى وليس الأصل من ازل
(والنبط) آخى النثر سراًوفي العلن
زادا لنا الجرح عمقاً فلا تسل
إن كنت تسعى لغث الشعر في جنف
قل مابداك تنال العز بالحول
فما لذاك الشعر رب أنت صاحبه
إلا العويل بدمع صار كالهلل
كم من يد عنقاء زجت عذوبته
فلم يعد للناس طعماً بلا عسل
وكم قرأنا لشعر اليوم من صيغٍ
فما رأينا سوى المسقوم بالشلل
آهٍ على الشعر يوماً كان لي حلماً
ألقى لحظي فيه قدراً من الأمل
اليوم يشكو الى الله موئله
قد صار تيه الموامي تائه السبل
لا عالم اليوم اضحى له طرباً
أو سيق منه رواء الواجم الخجل
ليت الزمان يعيد فينا فضائله
ليسعف الطير لحن الشعر والغزل
فالطير مزؤدد وفي وكره وجل
ما عاد ينشد حرف الضاد في الحلل
قد احتسى المسكين نظماً تبرمه
وغار عنه زلال الماء والبلل
وكلما غاج غصن طار مغتر با
بين الرياض وفوق التل والجبل
يطارد الإيقاع اياع كان مختبئاً
حتى ولو كان ضيفا مع الزحل
عفيف نفس كأن الله ألهمه
روح القريض وفن الشدو بالدول
يامثقل الشعر رطناً من الدجل
آن الأوان اليوم فارحل بلا جدل
مايطرب الطير إلا ربابته
في ثغر محترف للشعر والعلل