إلى عبدالله البردّوني:
فاتحة :
يا رفاقي إن أحزنت أغنياتي فالمآسي حياتكم وحياتي أنا أعطي ما تمنحون احتراقي فالمرارات بذركم ونباتي غير أني ومدية الموت عطشى في وريدي - أشدو فأُلغي وفاتي فإذا جئت مبكيا فلأني جئتكم من مماتكم ومماتي |
(ع,ب)
إني أراك: أراك في شرفات البيوت الصنعانية,, أراك في سكون الجبال وجلالها,, في تسامقها واخضرارها,, إني أراك على صفحة الماء في مأرب,, اراك وارقب فيك اشتعالات الطرف,, وفرقة الصف وحلما لا يعود,, أطل عليك من خلل الديوان,, وركام الكتب,, أطل عليك من نفايات صحف الخيبة,, ومن بين الأوراق الحجرية والوجوه السبئية,.
أطل عليك أيها السندباد,, وأقول وداعاً يا آخر المبصرين,.
اتذكر انحناءك وشموخك,, لكنتك وفصاحتك,, صوتك اليماني المسجون بالمرارة والسخرية,سبعون عاما من الإبصار والإبهار,, وها قد كلّت عيناك المغمضتان على نجمتين.
أبحرت إلى الأيام الخضر,, ووعدتنا بأن نصل,, ولكنك صبوت الى حيث مليكتك اليمنية,, ترى هل وصلت الآن,؟
فليحن هامته العظيمة إجلالا,, وليبتسم لك المتنبي,, ولتأذن لنا بنقش ذماري في بياض الذاكرة,, ورمادٍ من شعر,.
ولؤلؤٍ من عرش بلقيس,.
خاتمة:
سأكتب ماذا,.
وكل اللغات تطير هباء
صديقي,, انتهى كل شيء
وما عاد في الأفق خيط ضياء
فيا ربِّ كيف تمر السنون,.
ونحن نثرثر مثل النساء
هنا,, كيف للنخل ان يستفيق
ويرفع عينيه نحو السماء
لقد رحل الشاعر المتنبي,.
أيزهر شعر ببحر الشقاء,؟
فما ذا زمانك لو عشتَ فيه
ولكنه زمن الأدعياء.
(أ,أ)