حينما يكون العقل بلا خوف
والرأس مرفوعا عاليا
حينما تكون المعرفة حرة
حينما يكون مجرى العقل الواضح
لم يفقد طريقه
في رمال الصحراء الجافة
للعادات الميتة
في تلك السماء من الحرية
يا أبي:
دع وطني يستيقظ
طاغور
الخوف كله سيء، ولكن أسوأ ألوانه هو خوف العقل.
القلب يمكن ان يخاف من جناح طائر, من هاجس ضبابي منفلت من الاعماق السحيقة في النفس، من احتمال مظلم,, اما العقل فلا يخاف من كل هذه الشقوق ومايتسرب منها, انه لا يخاف إلا من جلمود صخر حطه السيل من عل، حقيقة، لا شعرا.
المفروض في العقل وضع كل شيء ضمن معادلاته وشروطه, ضمن موضوعيته، وإذن فهو لايخاف إلا من شيء شاخص محسوس.
خوف العقل حائل دون تقييم اي شيء، وسد امام محاولة النفوذ الى اي شيء.
إذا خاف العقل هرب العلم، واندحرت المغامرة، وساد الظلام، وضرب الجهل أطنابه.
مم يخاف العقل؟
يخاف العقل من شيء واحد هو انعدام الحرية، فإذا انعدمت الحرية لم يعد للعقل مكان، لأن شروط وجوده الموضوعية كلها قد انعدمت.
العقل ليس وجدانا، يتكلم مع نفسه حين لايجد من يتكلم معه، و حين يخاف الكلام مع احد صراحة او ضمنا, العقل فضاؤه، مجال بوحه، الفضاء الاجتماعي، الوسط الإنساني، فإذا انعدم هذا الوسط، لانعدانم الحرية، خاف العقل، وصار بين اثنتين!
الهرب، او الموت صمتا.
محمد العلي