صدى الإبداع الرواية السيريّة د, سلطان سعد القحطاني |
- تنقسم السيرة الى فرعين أساسيين بدلا من فرع واحد من فروع الادب السردي,, وقد اشتقت حسب الاشتقاق اللغوي العربي، والاصطلاح المعجمي الدلالي,, فعند أبي بكر الرازي,, س,ي,ر (سار) من باب باع و(تسيار) ايضا: يقال: بارك الله في مسيرك اي في (سيرك) و(سارت) الدابة و(سارها) صاحبها يتعدى ويلزم, والسيرة الطريقة، يقال (سار) بهم سيرة حسنة, و(التسيار) بالفتح تفعال من السير, و(سايره) أي جاراه (فتسايرا),, وبينهما (مسيرة) يوم و(سيّره) من بلده اخرجه وأجلاه,, و(السيارة) القافلة,, وعند الفيروز أبادي,,: (سار) أي مشى وسلك أو ذهب في الأرض,, والسيرة: السنة والطريقة والهيئة,, وهذه التعريفات المعجمية,, تعريفات ظاهرية قديمة قبل ظهور هذه الفنون الادبية الحديثة، وما يكتنفها من دلالات فنية تتطلبها ظروف البحث العلمي في مثل هذه التفريعات الدقيقة البالغة الاهمية في الوقت الحاضر,, ولم تأت التعريفات عند الدارسين العرب في الآونة الاخيرة دقيقة، بل تغلب عليها صفة العمومية, والميل الى الاشتقاق اللغوي والاستعمال التراثي اكثر من التدقيق والتفريق النوعي والاصطلاح الفني,, وقد اعود لالتماس العذر للبعض نظرا لحداثة الفن والتباس المفهوم فيما بين السيرة وروافدها التي عني الكثير منهم بها على انها فروع,, ولكني ارى انها (روافد) وليست فروعا,, والروافد في اللغة اقوى من الفروع, وهذه الروافد تعين كاتب السيرة، ولكنها لا تتفرع عنها,, وهذا ايضا قد أدخل الكثير من الدارسين في بعض المغالطات دون ان يشعر بها.
|
|
|