عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله
تظل السعودة هي الشغل الشاغل والهدف الذي يسعى له صانعو القرار بالمملكة العربية السعودية لتطبيقه وتنفيذه بالصورة التي ترضي ابناء هذا الوطن الغالي انفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة وتوصيات صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، بتوظيف الشباب السعودي في جميع القطاعات الحكومية وحث القطاع الخاص على توظيف الكوادر الوطنية وذلك لتحقيق هدف الاعتماد على الذات والحد من ظاهرة استقدام العمالة الوافدة وتوفير فرص عمل لكل الراغبين من السعوديين في الوظيفة ايا كان نوعها، وفي جميع مناطق المملكة,وقد كان لتلك القرارات الصدى الطيب والنتائج المرضية غير أن الوجه الآخر لتنفيذ تلك الرغبة ينكسر على حقائق بعض تلك الكوادر التي لايعني لها العمل أكثر من الحصول على المرتب وكسر حاجز الملل والفراغ ضاربين بمسؤولية وأمانة العمل عرض الحائط,الا أن وجود مثل تلك الحالات لايعني الحكم بالفشل على هذه التجربة واغفال نجاحها والبعد الإيجابي لثمارها والتي ستتضاعف مستقبلا بصورة تدعو للتفاؤل والاطمئنان، إذا ماقيست بحجم الإخفاق الكبير والمكلف الذي ينعكس على فشل العديد من حالات العمالة الوافدة والتي يقضي أغلبهم فترة تجاربه وتعليمه على حساب خيرات هذه البلاد ومواطنيها,السعودة مطلب وهدف يجب تحقيقه والعمل من أجله وقبل ذلك علينا ان نتحمل القليل من المصاعب التي قد تصاحب وجود بعض الكوادر والعمالة غير المتخصصة في بعض المجالات.
صورتان متناقضتان للموظفة السعودية، كانت الأولى في قسم الاستقبال بأحد المستشفيات العامة الذي تفرغت العاملات به لقضاء معظم الوقت بالحديث والمشاورة خلف أكوام الملفات تاركات العديد من المراجعات أمام إحدى الممرضات غير السعوديات لفترة طويلة,والأخرى حسن استقبال ودماثة اخلاق الموظفات بقسم تنويم القطاع النسائي وحضانة الاطفال بنفس المستشفى مع إلمامهن بمهام عملهن الانساني, ما يجعلنا اكثر صبرا وارتياحاً علىنتائج الموظف السعودي هو ماينعكس على هذه البلاد وأهلها من توفير المبالغ الضخمة التي يستنزفها الوافدون فقط لهذه الخيرات ومايتحقق من إيجاد فرص عمل للكثير من المواطنين والشباب ومايتم اكتشافه يوميا من المواهب التي ظهرت بوضوح بعد حصولها على الفرصة للتمثيل وخدمة هذه البلاد الطاهرة, اذا كان العمل واجباً فإن الاتقان به أوجب, ونقد المرء لايعني التقليل منه او العيب فيه ولكن ايضاح صورة قد لايستطيع رؤيتها بنفسه.
محسن دنقوه
مراسل جريدة الجزيرة بشرورة