عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لقد اطلعت على ماكتبه بعض الأخوة القراء عن تدخين الفتاة, ولأهمية الموضوع يطيب لي المشاركة بالآتي: التدخين عادة سيئة ووسيلة إلى مفاسد كثيرة، وبلاؤه قد عم حينما شاركت النساء في شربه لما في ذلك من الأضرار الجسيمة والآثار السلبية الخطيرة على أجيال الأمة حتى وهم أجنة في بطون أمهاتهم: فقد طلب طبيب من أم حامل في الشهر السادس كانت معتادة على التدخين أن تمتنع عن السجائر خلال 24 ساعة، وفي نهاية المدة قدم لها الطبيب لفافة وما أن وضعتها في فمها وقدم لها النار ليولعها الا وأشار المقياس إلى اضطراب قلب الجنين في اللحظة عينها، وعلل الطبيب سلوك الجنين بالمنعكس الشرطي (الذي هو نوع من انواع التعلم) وبهذا استدل الطب على ان الجنين يتأثر ويتعلم ثم يحتفظ بما تعلم (1) فالاطفال بعد ولادتهم يألفون رائحته النتنة حين احتضان امهاتهم لهم، فالأم مدرسة يتعلم الصغار فيها أبجديات الحياة، إن خيراً فخير وإن شرا فشر.
ان تدخين الفتاة ينذر بخطر شديد ويدل على وجود خلل في كيان الأسرة, فمن الذي أوصل الحرة الأبية والجوهرة المكنونة إلى تلك الحالة المهينة؟ لابد من التعمق في معرفة أسباب ذلك، فالخطورة لاتكمن في تعاطي شرب الدخان فقط، إنما الخشية أن تمتد إلى أشمل منه وأعظم من الموبقات, فكثير من مدمني المخدرات ومرتكبي المنكرات، كانوا ممن يتعاطون شرب الدخان.
وفي هذا المقال أشير الى بعض الأسباب والتي منها:
1- ضعف الوازع الديني : كلما قوي إيمان المرء اصبح بمنأى عن الانزلاق في مهاوي الردى، امامن ضعف إيمانه، فلا يستغرب منه الولوغ في آنية الفساد المتنوعة الأشكال والألوان, فالمرء في هذه الحالة تضعف لديه الرقابة الذاتية وهي صمام الأمان لدى الإنسان والسبيل لتقوية الإيمان في النفوس، المحافظة على اداء الصلوات المفروضة في أوقاتها والمحافظة على فعل السنن وقيام الليل ومداومة تلاوة القرآن الكريم ومطالعة الكتب النافعة والاستماع للمحاضرات والندوات الهادفة.
2- الغزو الفكري: حينما عجز الخصوم عن المقارعة في الميادين العسكرية، تفتقت اذهانهم عن هذا السلاح الفتاك، فإذا كانت الحروب في الماضي تصيب الأجساد فتدميها او ترديها ، فالغزو الفكري يصيب العقول فيشلها ويعطلها عن العمل الجاد حتى تصبح طوع بنان أعاديها.
3- التفكك الأسري: حيث تعيش الفتاة ضحية الخلافات الزوجية او طلاق الوالدين او العيش في كنف اخوتها او اعمامها أو اخوالها فيسيئون معاملتها، فتصبح أسيرة همومها وأحزانها لذا على الوالدين تجنب اظهار خلافاتهما في حضور فلذات أكبادهما وعلى من أو كل اليهم مسئولية رعاية الآخرين الاحسان اليهم والشفقة بهم.
4- الفراغ الذي تعيش فيه الفتاة: كثير من الاسر في مجتمعنا يجعلون الخادمات يتولين عبء مسئولية البيوت كاملة، مما جعل الفتاة تمضي الساعات الطوال دون عمل نافع تشغل وقتها به لذا على ارباب الأسر مراعاة ذلك واسناد بعض المهام اليهن، لكي يتدربن على تحمل المسئولية ويشغلن اوقات فراغهن فيما يعود عليهن بالنفع العظيم.
5- قرينات السوء: الفتاة التي تعيش أوضاعا اسرية سيئة وفراغا بينا، في حاجة إلى صديقة تفضي ليها بمنكون اسرارها فإن وفقت إلى صديقة ناصحة صلحت حالها واستقام أمرها، وإن بليت بصديقة سوء أوردتها المهالك.
6- ترك الحبل على الغارب فبعضهن يمضين جزءا من أوقاتهن في التجول في الأسواق من دون داع لذلك وإذا فرغت احداهن من التجوال عادت إلى بيتها لتمضي بقية وقتها في متابعة برامج بعض القنوات المنحطة او استخدام الهاتف دون حاجة ماسة لذلك فعلى اولياء امورهن متابعتهن وتبصيرهن بمواطن الخلل والزلل حتى لايقعن فريسة لذوي النيات السيئة.
7- الانبهار بما لدى الآخرين من مظاهر زائفة، دفع ببعض الفتيات إلى الاعتقاد بصوابها والأخذ بها.
8- مداومة مطالعة المجلات ذات المظهر المثير والمضمون الفارغ.
9- الاعجاب بالفنانين والفنانات المنحرفين عن جادة الصواب واعتبارهم المثل الأعلى والأسوة الحسنة.
10- الاضطرابات النفسية والعاطفية التي تمر بها بعض الفتيات لذا يحسن بأولياء أمورهن الترفق بهن والاستجابة لمطابهن بما يتماشى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
11- التأخر في الزواج مع أن الصواب المبادرة بتزويج الفتيات حال بلوغهن، فالزواج المبكر هو الحصن المنيع للفتيات من الانحراف والعنوسة وغير ذلك من الأمور التي تعاني منها بعض الأسر التي ماطلت في تزويج بناتها,وفق الله الجميع لما فيه الخير.
محمد بن فيصل الفيصل
المجمعة
(1) سنريهم آياتنا تأليف الأستاذ عدنان السبيعي.