Sunday 5th September, 1999 G No. 9838جريدة الجزيرة الأحد 25 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9838


بدون ضجيج
ولو,, بوردة!
جار الله الحميد

يقول الصينيون لا تضرب المرأة ولو,, بوردة! .
المرأة كائن جميل يشبه اللغز من حيث صبرها واصرارها وعواطفها التي لا تكذب فيها ابداً, انها تشبه السحابة عندما تزعل ! وتشبه الحمامة حين ترضى, وتشبه الوردة حين تحب, فهي توزع سعادتها الخاصة على الآخرين,, ولا تضن بحنانها على من هو بحاجة اليه, كما انها شجرة: ظل وثمار واوكسجين!.
فمن يقول ذلك للذين مازالوا- حتى الآن يسبقون اسمها ب اعزكم الله وهي عبارة تقال عند الحديث عن شيء قذر, والذين يضربونها ممارسين رجولتهم ! عليها حتى تسيل دماؤها؟!, ومن يقول ذلك للذين لا يأكلون معها من طبق واحد؟! ومن يقوله للذين يحملونها على ظهر الونيت كما يحملون النعاج؟!.
وكيف تستطيع المرأة ان تكابد مع رجل عربيد اذا سلمت من يده السمينة لم تسلم من طبخ عشاء آخر الليل لجوقته الذين تنفتح شهيتهم مع قرب بزوغ الفجر؟!.
ومن يقول ذلك للذين يرمونها عند اهلها عندما يغضبون؟.
تغادر مملكتها الصغيرة الى بيت اهلها فتصبح مثل الضعيف غير المرغوب فيه! وماهو السبب؟ ذكر متهور لا يملك ان يفكر ب ما بعد ان يرميها عند اهلها، لانه بعد أن يسأم حياة العزاب و يبلش باطفاله وثيابه ويصبح زبونا لمطاعم البخاري سيذهب الى اهلها ويطلب منها العودة؟! هكذا: مثلما خرجت بلا سبب,, تعود بلا سبب وحتى اهلها لا يصدقون انه جاء ليأخذها لانه في الذهنية الجماعية السائدة وهي ذهنية جاهلية مع الاسف! ان من العيب على الحرمة ان تترك بيت زوجها مهما كان السبب، يعني: ان تصبح خادمة مطيعة تحت ارجل السيد ذكر او حسب الفقه اللغوي رجل ,, وشتان ما بين الفقه والواقع المعاش.
قبل فترة سمعت ان احد الناس وهو شخص اعرفه مع الأسف قدم عريضة شكوى الى المحكمة طالبا نصيبه من مرتبها الذي تكدح منذ صباح الله لاجله, وحتى الآن لا ادري بأي حق يطلب اتاوة من هذه الزوجة التعيسة.
ومرة كان احد الذين اعرفهم مع الأسف ايضا قلقا على زوجته التي ستلد وقلت له على سبيل التطمين:
- في المستشفى سيهتمون بها كل اهتمام, فلا تقلق!
ورد علي:
- اي مستشفى؟ حنا ما عندنا حريم تلد في المستشفى!.
هكذا,, بكل بجاحة، ولادات ما قبل ستين عاما يكررها اناس ذهانيون * في القرن العشرين.
ومرة حدثت مشادة كادت ان تصل الى قسم الشرطة والسبب ان واحدا من هؤلاء الذهانيين, وضع زوجته في المستوصف واتفق معها على انه على بال ما يأتي دورها سيذهب ليوقع في كشف الدوام، وهذه قضية سنخصص لها زاوية اخرى وعندما عاد وجدها بانتظاره في باحة المستوصف وقد انتهت مراجعتها للطبيبة فما كان من الرجل الهمام إلا أن انطلق الى كونتر الاستقبال شاتما الموظفين فيه رجالا ونساء ومهددا بالويل والثبور وعظائم الامور وحجته هي:
- كيف تدخلون زوجتي لوحدها؟
- حضرتك ما كنت موجودا؟
- ولو,, تنتظرون!
واطفئت النار الصغيرة بعد أن اجتمع كل طاقم المستشفى ليقنعوه بأن الطبيبة امرأة مثلها, وانه بحمد الله فالمستوصف ليس كاباريه !.
تخيلوا ان هذا الموظف يتعامل مع الحياة بهذا الشكل! فكيف سيتعامل مع من يرميهم حظهم المنحوس الى ادارته؟ الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم قال: خياركم: خيركم لنسائهم, فلماذا لا نتعامل بهذا الهدي الكريم, ولماذا يقول الصينيون لا تضرب المرأة ولو,, بوردة ؟
هناك سؤال ورد الى ذهني الآن: هل الصينيون اطيب منا؟! والسلام.
* الذهان: مرض نفسي من تمظهراته الوسواس.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved