Sunday 5th September, 1999 G No. 9838جريدة الجزيرة الأحد 25 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9838


مستعجل
لم أتحدث عن أخطاء الأطباء

* عندما كتبت الزاوية السابقة تشخيصات خاطئة,, وتحدثت عن بعض الأخطاء في تشخيص المرض,, وهي بالطبع لا تصنف كأخطاء، بل هي مجرد توقعات أو آراء اجتهادية تختلف من طبيب لآخر ومن مستشفى لآخر نتيجة عدم ظهور أي علة ظاهرة في الفحوصات الطبية.
** أقول عندما كتبت هذا الموضوع المقتضب وردني اتصالات من بعض القراء وليتهم أطباء او أخصائيي مختبرات أو حتى ممرضين أو عاملين في المستشفى، بل كانوا مجرد قراء عاديين يقولون,, لقد قسوت على الأطباء وان الطب تطور ولم يعد التشخيص كما كان والأمور تبدلت في العالم كله.
** والذي يقرأ مقالي السابق يدرك أنني لم أتعرض أبداً لقدرات وإمكانات الأطباء إلا بالثناء فقط,, كما أنني لم أتعرض للإمكانات الطبية والتشخيصية وتطورها في العالم، بل قلت إن بعض المرضى يسافرون لأمريكا وكندا وفرنسا وألمانيا وكل مكان يبحثون عن العلاج لعلة معينة,, فيفشل الأطباء في تشخيصها,, ويعجزون عن الوقوف على العلة بدقة,, وكم من الحالات ذهل الأطباء أمامها ولم يقدموا لها أي تفسير، بل في كل مستشفى وكل بلد,, يقدمون لها تفسيراً مختلفا عن الآخر مما يعني أن المشكلة والمرض لم يشخص بعد ولم يعرف المريض علته بالضبط، وهذه إرادة الله ومصداقا لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الشأن.
ومن المؤكد أن الأطباء والمستشفيات لن يقدروا على تشخيص كل مرض ولن يقدروا أبدا على شفاء كل مريض وإلا لانتهت المشاكل والعلل وشفي الناس كلهم واختلفت الموازين ولم يمرض أحد ولم يمت أحد بسبب المرض وهذا بالطبع محال.
** فالأطباء مجرد بشر,, نعم لديهم علم ولديهم خبرة ولديهم دراية ولديهم مهارة ويعاجلون الكثير والكثير من الحالات، لكنهم يعجزون ويفشلون في علاج بعض الحالات وهذه إرادة الله وحده.
** أما أن يقال إنني قلت في زاويتي السابقة إن الأطباء يخطئون في التشخيص وبما يفسر أنه تعمد الخطأ فهذا ما لم أقله وإن كنت أتفق مع من يقول إنهم بالفعل يخطئون لأنهم بشر، لكننا نؤكد أنه لا يوجد طبيب يتعمد الخطأ أبداً,, فهم يحملون رسالة عظيمة خطيرة جدا ويستشعرونها دوماً,, ويندر وقوع خطأ متعمد من طبيب إلا إذا كان نتيجة سهو أو عجلة أو زحمة مرضى وإلا كيف يتعمد إنسان مثقف متعلم يحمل قلب طبيب,, كيف يتعمد الاضرار بمريض؟! هذا محال بالطبع.
* على أنه يجب أن يعرف الجميع أن هناك هيئات ولجان ومحاكم مهمتها متابعة الأخطاء الطبية ومحاكمة الأطباء ومنهم من يتعرض للعقوبة، بل ربما يحال للمحكمة أو يطلب فيها في هذا البلد وفي بلدان آخرى، بل انه قال لي أحد الأطباء الأجانب الذين يعملون هنا إن المملكة من أقوى وأشد الدول مراقبة ومتابعة للطب والأطباء,, وانها تعرضهم دوماً للرقابة والمتابعة والتحقيق والمساءلة,, وان هناك رقابة صارمة وعنيفة على الطب والأطباء في هذا البلد بالذات,, وان هذه الاجراءات جعلت بعض الأطباء يحجم عن العمل هنا خوفا من هذه الرقابة والمتابعة الشديدة وهي في الجملة لصالح المريض ولصالح المراجع وحفظا لحقوق الجميع.
** أعود وأؤكد أنني لم أتحدث عن أخطاء الأطباء لأن ذلك ليس عملي ولست متخصصا ولا خبيرا ولا طبيبا ولا يمكنني أبداً أن أتحدث في موضوع لا أفهمه وعلى درجة عالية من التخصص.
** أما الخوض في أخطاء الأطباء بدقة فهذا شأن الخبراء والعارفين بالأمور.
عبدالرحمن بن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved