لم تعد الجامعات والكليات تتسع لاعداد الطلاب المتخرجين من الثانوية العامة لقلة الاستيعاب الحاصل فيها.
وقد اعتدنا أن نسمع ان المعدل في النجاح هو الذي يحدد القبول ولكن ما لم نسمعه هو ان المعدل لم يعد ينفع أيضا, فقد تعددت شكاوى الطلاب والطالبات اصحاب الطرح والذين سجلوا معدلات وصلت حد 96% إلا ان الجامعات ترفض قبولهم في الطب مثلا,, أضف إلى ذلك الطلاب اصحاب تقدير جيد فلا مجال لهم يذهبون إليه إلا المعاهد الخاصة بالكمبيوتر والسكرتارية وغيرها من التخصصات التي لا تصل بهم إلى شهادة جامعية.
ويبقى التساؤل لدى هؤلاء جميعا ما الفائدة إذاً من النجاح بعد ان كانت الاسر والطلاب ينفقون من اعمارهم 12 سنة سهراً وتعباً يومياً وتأتي النتيجة انت غير مقبول لان المعدل لايسمح او ان العدد قد اكتمل ولا يمكن القبول حتى لو كانت النسبة عالية.
إن النظرة إلى التعليم لدينا تختلف تماما فأصحاب المعدلات الضعيفة بامكانهم الدراسة في الخارج وبالتحديد في الدول المتقدمة واحضار شهادة مناسبة ويبقى المال هو الحاجز.
وهذا يعني ان القائمين في هذه الدول على التعليم الجامعي يؤمنون بأن التعليم مفتوح إلا في تخصصات معينة كالطب والهندسة ويفتحون مجالات أوسع لجميع الخريجين دون استثناء.
إن الحاجات الى تغيير النظرة في معدلات الخريجين مهمة ومعرفة قدرات كل طالب ايضا فالقدرات الكامنة دائما تكتشف في العمل ولا تعتبر معدلات النجاح مقياساً نهائياً لعدم القدرة على العطاء ومشاركة المجتمع, كما ان المعاهد الحالية الخاصة مازالت محدودة القدرة مهما اظهرت نفسها في الاعلانات لان الهدف الاساسي من وجودها هو الربح والاستثمار فقط.
المشكلة الآن اصبحت معقدة اكثر لأسباب اولها عدم قبول القطاع الخاص بالتوظيف ثم يأتي القبول في الجامعات ومحدودية وجود الكليات التي تستوعب الخريجين وتولد هاجس عند الطلاب مستمر هو الخبرة، اللغة، التخصص، المعدل، مثلث صعب تجاوزه تماما خصوصاً وان الاعداد اخذت في الازدياد والحل السريع وضع نفسه على طاولة وزارة التعليم العالي ووزارة العمل والمؤسسة العامة للتعليم الفني.
|