لواندا - وليام ماكلين - رويترز
على مسافة بعيدة قبالة ساحل انجولا تتحول مياه المحيط الى اللون الازرق الداكن ويزداد الاطلسي عمقا الى اغوار سحيقة حيث تزدهر الديدان والرخويات وكائنات متناهية الصغر.
على عمق كيلومترين يوجد الموقع الاول في العالم لاستكشاف النفط فيما قد يكون اضخم احتياطي بترولي لم يستثمر خارج الشرق الاوسط.
ويعيدا عن الحرب الاهلية في انجولا تستخدم شركات نفط عملاقة احدث تكنولوجيا لاستكشاف ما يسميه جيولوجيون افيالا نفطية قبالة الساحل الجنوبي لوسط افريقيا.
اثارت الاكتشافات الضخمة تنافسا دوليا للفوز بنفوذ في انجولا حيث تسعى شركات نفط كبرى بتأييد ضمني من حكومات بلادها للحصول على نصيب في تطوير اكثر الاستكشافات النفطية اثارة في افريقيا.
كما تتطلع شركات نفط روسية للحصول على قطعة من الكعكة باحياء علاقة تعود الى عهد الحرب الباردة عندما كان الاتحاد السوفيتي السابق موردا رئيسيا للسلاح لانجولا.
حفزت هذه الحمى النفطية الشركات الكبرى على اعادة صياغة قواعد لعبة الاستثمار في دول اجنبية بمقامرة تصل الى مليارات الدولارات في بلد مزقته حرب اهلية.
قال المحلل روجر نايت في دراسة بصحيفة اويل آند جاس اسفرت مطاردة الفيل (النفطي) الهائل بغرب افريقيا عن بعض الجوائز ولكن لا تزال توجد جوائز اخرى كبرى .
قالت مجموعة اي ,اتش اس للاستشارات النفطية ان الثقة في هذه الثروة الاستراتيجية البحرية جعلت انجولا اكثر دول افريقيا وفرة في الاكتشافات النفطية حيث اسهمت شركات اجنبية في اضافة 2,26 مليار برميل من الاكتشافات الجديدة اي ضعف جارتها ومافستها نيجيريا.
في العامين القادمين وحدهما ستتدفق على انجولا ثمانية مليارات دولار في استثمارات نفطية اجنبية تتصدرها الف اكويتين الفرنسية واكسون الامريكية وهما اكثر الشركات نشاطا للحصول على اكبر رقعة تنقيب ممكنة.
واذا ثبت ان الاكتشافات الاخيرة يمكن استغلالها تجاريا فان انتاج انجولا النفطي يمكن ان يرتفع الى اكثر من مليون برميل يوميا في عام 2001 بالمقارنة مع 770 الف برميل يوميا حاليا حسب تقديرات الاستشاريين وود ما كنزي.
ويمكن ان يرتفع الانتاج الى 1,4 مليون برميل يوميا في عام 2005 من نصف المساحة في اعماق المحيط مما يجعل انجولا اكثر وفرة في النفط من دول اعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك).
انباء سارة لانجولا التي يشكل النفط النصيب الاكبر من صادراتها واحدى النقاط القليلة المضيئة في اقتصاد دمرته حرب استعرت عشرات السنين.
واذهلت عمليات تنقيب عشوائية في مياه انجولا في الاربع سنوات الماضية الخبراء حيث بلغ المتوسط اربعة ابار منتجة من عشرة على عمق يزيد عن 400 متر بينما المتوسط العادي بئر تجاري من كل تسعة ويقول اندرو لاثام من مؤسسة دود ماكنزي ان نسبة النجاح في انجولا يمكن ان تزيد الى سبعة ابار من كل عشرة.
وبهذه الاكتشافات يمكن ان يرتفع احتياطي انجولا المؤكد من النفط الى ما بين تسعة مليارات و10 مليارات برميل اي اربعة اضعاف ما كانت عليه قبل خمس سنوات.
ولكن هذه الثروة تواجه مصاعب على رأسها ما يخبئه السوق لاسعار النفط التي لا سيطرة لمنتجين مثل انجولا عليها.
ولما كانت تكلفة حفر بئر تجريبية في المياه العميقة تتراوح من 15 مليون الى 25 مليون دولار فان بعض الشركات تريد سعرا ثابتا يزيد عن 15 دولارا للبرميل قبل الاطمئنان الى القيام بعمليات تطوير واسعة النطاق.
كما ان العائدات النفطية لن تفيد الشعب الانجولي كثيرا لانها تستخدم في سداد ديون وتمويل مشتريات اسلحة تفرضها حرب دخلت مرحلة شرسة في ديسمبر كانون الاول الماضي.
|