Sunday 5th September, 1999 G No. 9838جريدة الجزيرة الأحد 25 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9838


الزمن المقلوب
أوهام النخبة!
أحمد العرفج

الإهداء الى الصديق/ محمد سعيد طيب الذي عاش مع النخبة ربع قرن ولم يدركه الوهم:
1-4
يثيرك الصديق المثقف (الواقعي) د,علي حرب بخطابه الفاعل و المفعول به، والمفعول لأجله، حين يشرح ويشرح حروف العلة، ويجزم بلام الوعي، زيف الموقف، وموقف الزيف، يدرك منطقة الوهم، التي تسكنها (واو) الجماعة، ليخرج منها كضمير بارز مستقل، لم يضمه (جار او مجرور)!!
يركز على الحقيقة والوعي والنقد الذاتي، من خلال مايفعل ويفاعل من لديه كتبه( نقد الحقيقة- الممنوع والممتنع- نقد النص- التأويل والحقيقة) واخيراً (أوهام النخبة).
وأعلم وأجزم بكل جوازم الفعل المضارع والمشابه، بأن اغلب المثقفين (هنا)، لم يقرأوا هذا الكتاب، لذا سوف انقل للقارىء (ماتيسر) من هذه الاوهام، دون شرح او تعليق او تفسير، لأنها كلمات ليست (للمطر أو للريح)، بل لأولى النهى!!
أما من قرأ الكتاب فلعله يذكر او يخشى، وقد قال اصدقاؤنا (النحاة): في الإعادة افادة!!
2-4
يقول د/علي حرب: المثقف الذي يحسن صنع الازمات، وفبركة المشكلات، بات هو نفسه في ازمة ، بعد ان تكشفت المبادىء والنظريات، عن عوراتها، في مواجهة الانهيارات والتحولات التي يشهدها العالم، على غير صعيد، في الوقائع والافكار، او في النظم والمؤسسات، وهذا ماجعل المثقف يفقد مصداقيته ويُعرى من اسلحته, هذا مايحدث الآن: فالقيم التي دافع عنها المثقفون تنهار تحت مطرقة الوقائع الغضبى، الهازئة من سذاجة الشعارات والمشروعات، الثائرة على عجز البرامج وقصور النظريات.
3-4
ثمة اسئلة راهنة تطرحها الوقائع، تجعلنا نعيد النظر في وضعية المثقف ، ونعيد التفكير في اشكالية الثقافة بالذات: لماذا يفاجأ المثقفون باللامتوقع؟! ولماذا يزداد المثقف هامشية اليوم؟! ولماذا تتهافت العقائد والنظريات في مواجهة مايحدث؟1أو كيف يحدث ان بلداً كفرنسا اعتبرت عاصمته مرجعية ثقافية ومساحة تنويرية، يتحدث مثقفوه، اليوم، عن الغزو الثقافي الاميركي؟ وكيف نفسر ان اوضاع الحريات في العالم العربي تزداد تراجعاً، بعد كل هذه الاكداس من الخطابات عن الحرية والديموقراطية؟!كيف ان المثقف، إما ان يكون على الهامش او يصبح مجرد ناطق باسم السلطة السياسية اومدافعا عن مواقفها وخياراتها؟!
4-4
فليتواضع المثقفون، بعد ان وصلوا الى هذه الحالة من الضعف والتضعضع, فالجماهير ليست مادة لعملهم او آلة لمشاريعهم وافكارهم.
إنهم لم يعودوا طليعة او نخبة، ولم يعد بمستطاعهم ان يتصرفوا بوصفهم متعهدي الحرية او وكلاء الثورة او امناء الوحدة او حراس الهوية,, وإنما هم يشكلون قطاعاً من قطاعات المجتمع وسلطة من سلطاته,, وبقدر ما يتخلون عن نخبويتهم، يصبحون اقدر على ممارسة فاعليتهم، لان وجها من وجوه ازمتهم يكمن في نخبويتهم بالذات, ونقد النخبوية والمركزية والاصطفائية، يعني اقامة علاقات جديدة مع الحقيقة والحرية او مع الثقافة والجماهير, فلا احد يفكر عن غيره، او ينور غيره، اويحرر سواه، اذ الحقيقة ليست مجرد مانقوله اونعرفه او نخبر به او نبرهن عليه، وإنما هي ماننشئه او نصنعه!!.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved