Sunday 5th September, 1999 G No. 9838جريدة الجزيرة الأحد 25 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9838


هكذا
أوراق,, واتجاهات
فهد العتيق

* بعد أن قرأت روايات (إيزابيلا الليندي): (بيت الأرواح) و(إيفالونا) و(باولا)، توقف ذلك الاحساس الطاغي لديّ بأن افضل رواية قرأتها هي (مائة عام من العزلة) لماركيز، وربما هذا أفضل شيء في حياتنا، نظل نحلم بالافضل دائما، الأفضل الذي سوف يأتي حتى لو تأخر قليلا، وربما ايضا نحن بحاجة إلى ان يظل النص الأدبي الحلم ماثلا أمامنا حتى لو لم نقرأه، وحتى لا نتوقف مثلا عند رواية لنجيب محفوظ أو عبدالرحمن الشرقاوي أو ماركيز، ونظل نحبس أحلامنا ورؤانا عندها ونقول هي الافضل وسوف تبقى كذلك إلى أبد الآبدين.
مثلما أن الحياة مفتوحة وتحتمل كل جديد دائما، فإن النص الأدبي سوف يبقى مفتوحا أيضا ويحتمل كل جديد دائما، يحتمل اسماء جديدة وكتابات جديدة اجمل وأفضل من السابقة، حتى لو احتفظت الاولى بمكانتها وريادتها، يبقى للجديدة فضل التجديد والتحديث والتغيير والاقتحام والاختلاف وهذه طبيعة الفن.
وأظن ان الكتابة الادبية الجديدة والحديثة الآن، تحتاج إلى ترحيب اكبر كونها ظهرت في عصر (البزنس) وليس في عصر الادب والثقافة، ظهرت في عصر الاستهلاك المادي الكبير في حياتنا المعاصرة، هذا الاستهلاك الذي أمات الكثير من الاشياء الموحية والعذبة في حياتنا، فمع هذه الهجمة الاستهلاكية التجارية ظهر الاعلام التجاري المادي المرئي والمقروء، الذي وقفت ثقافته عند طه حسين والمازني والعقاد ونجيب محفوظ وكأن الحياة الادبية والفنية في العالم عامة وفي عالمنا العربي خاصة توقفت عند هؤلاء!!؟ ولهذا ركض من ركض خلف هذا الاعلام المسطح واستسلم لاغراءاته من استسلم، وهي اسماء معروفة، وتعرف نفسها قبل غيرها، ولهذا نظل نؤكد ما قاله الشاعر عباس بيضون لمجلة نزوى بهذا الصدد: (أشك في وجود قارئ عربي لأننا لم نكوّن ثقافة حديثة على الاطلاق، لم نكوّن سياقات ثقافية فعلية، لم نكوّن تاريخا جديا حتى الآن في الشعر والقصة، وصلتنا الثقافية بالغرب ليست جدية بل وهمية، ماذا نعرف عن القصيدة الحديثة الآن في الغرب ماذا نعرف عن الفن التشكيلي والموسيقى الراهنة، مجرد لافتات فقط ومازلنا نعيش عصر رامبو ولوتريامون).
وأضيف على رأي الشاعر بالقول: ماذا نعرف عن القصيدة الحديثة للجيل الجديد في الدول العربية، وكذلك في القصة، وغيرها من انواع الفنون، كل الذي يقدمه هذا الاعلام التجاري حوارات سطحية مع ادباء انتهت صلاحيتهم، وحواراتهم لا تتعدى حدود علاقتهم بالارض، والمرأة، والخلاف بينه وبين الاديب فلان؟!!.
* ملف اتجاهات الادبي الذي صدر عن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بحائل كان ملفا فنانا بحق، ساحرا في بساطته وجميلا في طموحه، لكن السؤال لماذا سنوي؟! أليس من الممكن ان يكون شهريا، وكذلك ملف رؤى الصادر عن النادي الادبي بحائل نريد ان يتواصل بهذا الطموح وهذا الحماس وآمل ان يكون لهذه الزاوية قراءة انطباعية موجزة حول بعض نصوص (اتجاهات) و(رؤى) الاسبوع القادم مع التحية للزملاء في هاتين المجلتين.
* الاستاذ سعود الجراد: اختلافك الموضوعي جدير بالاهتمام، رغم انك اهملت بعض النقاط الهامة في مقالي واخترت بعض النقاط فقط، ومع ذلك مازلت مُصراً على موضوع الاعلام التجاري وضد بعض الاسماء الادبية التي هرولت خلفه او معه ليس هناك فرق.
* الاستاذ عبدالعزيز مشري: أشياء كثيرة تضيع في هذه الحياة، لكن يظل النص الادبي متواصلاً بأقلام كثيرة، على طريقة بناء البيت، واحد يضع لبنة، وآخر يفتح نافذة، وثالث يفتح بابا، الادب نص كبير لازال يتكامل منذ بدء الخليقة وحتى الآن لكننا بحاجة إلى المتابعة والقراءة الجادتين، بالذات للاسماء الادبية الجديدة في بلادنا وفي عالمنا العربي.
* المجلات والملاحق الادبية التي تنشر الادب الجديد والحديث تتواصل في بلادنا وفي العالم العربي، في محاولة، قدر الامكان لمزاحمة ثقافة الاستهلاك لتقدم مادة ادبية وثقافية متجاوزة وإنسانية متطورة تحاول الاجابة عن اسئلة واقع الحياة من حولها بكل شجاعة وبرؤى عميقة ومتطورة، في محاولة ايضا لاثبات الحقيقي والجوهري في حياتنا أمام الزائف والمسطح والزائل.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved