للغد كلمة في قلب الأقلام,, ووقع الأقدام,. إيمان الدباغ |
لست اتقن مواراة يقيني بأربعاوية كاتبنا الكبير/ الزميل ابراهيم التركي بعنوان (أقلام أم أقدام) بأنها واجهة المعاناة في أزمة الفكر العربي,, تلك التي تسيء الى الثقافة غير المحايدة اذا صح القول,, فالمثقف بواسطة فكر العالم ككل، هو عقل موهوب، وفكر نجا من المحدودية التي تحجبه عن التطور بواسطة (المواكبة) واستثني في هذا المفهوم كل مايمكن ان يسمى (بالخلل) فنحن اذا اصابنا هاجس المعرفة والمتابعة الثقافية بواسطة فكر خارجي فذلك يعطي الحق لمخالفي وجهات النظر بالحكم علينا بالازدراء، لأن هذه النظرة بالذات كانت تخص المراحل الطويلة التي سبقت الوعي الحالي الذي مازال يتخبط بشكل او بآخر,.
وكاتبنا أوجز مجمل الصراعات الفكرية المتناقضة في معادلة اهملها الكثيرون من مدعي الثقافة، حينما افاد بأن (الاساس ليس مادة الدراسة بل اسلوب التفكير وان الأهم من اثارة المسائل طريقة علاجها، وان العربي سيأخذ هويته من وعيه بأبعاد الحكم، وليس من منصة المحاكمة وهو ماعناه الجابري حين اكد ان التفكير داخل ثقافة معينة لايعني التفكير في قضاياها بل التفكير بواسطتها,, وهنا عند هذا المقطع أجمد مئات بل آلاف الحوارات التي لم تسفر الا عن الغاء قضية التفكير بمفهوم (بواسطة) أو بتر علاج المسائل المثارة قبل أن نوافق على المبدأ في الاساس,, أو كما عنى كاتبنا (هل تتفق الآن ، على ان مايثار بين آن وآن من رجم المفكرين كل ذنبهم انهم فهموا ما استغلق على بعضنا وتحاوروا مع ماعجزنا او نفر فينا عن محاورته جهلاً بلغته او وهماً بخطره او تحجيماً لمسافات إبصاره,,)
**نتساءل حينئذ عن موقف المثقف غير المحايد تجاه ناعتيه بعدم الانتماء بانه لابد وان يصاب بداء الاحباط المزمن الذي قد يجعله يصل الى الاحساس بالنفي ممن حوله او كما ترجمها زميلنا (اذا تطلب الاقتراب نأياً عند الوجوه المسفرة المستبشرة التي اعتدنا حبها وحدبها,,)
وتلك حقيقة,, فالأوجه التي احببناها نفتنا خارج الدائرة والمستبشرة نفاقاً تدمج احوالنا بمتناقضات بواعثها أزمة مزمنة في تكوين العقل العربي,, وتلك كانت حكمة كاتبنا,,
(لنختلف دون ان نفترق، ولنتحاور من غير ان نتدابر ولنؤمن أن لامصلحة لامة تروم النهوض في انشطار عقلها,, وتصادم عقلائها,,)
(قال مالي ارى الحياة صراعاً
ولماذا الأحياء فيها يتامى) الكاتب
واقول ,, ابسط الرؤى نثاراً
تجهش بأنّاتها,, الحيارى,.
|
|
|