في بداية الامر اعتقدت ان هذا الرجل مغرور وحقير, لكنها انجذبت نحوه عندما بدأت بالانتباه اليه, هو رجل طيب عندما تعرفه عن قرب، ادركت المرأة ذلك, تزوج الاثنان, لكنه لم يكن عادلا معها بعد ذلك, اشتكت منه المرأة كثيرا, طلقها الرجل, الآن تعتقد ان هذا الرجل مغرور وحقير.
***
يبدو أن لكل عصر أدبه الخاص به وهذا هو السبب الذي ادى الى ظهور المدارس الادبية التي تعاقبت عبر هذه السنين على تحطيم الاعمال الادبية فانت تسمع بالكلاسيكية والرومانسية والتعبيرية والانطباعية والوجودية والتكعيبية والسريالية والدادائية والظاهراتية والبنيوية والتفكيكية وما بعد البنيوية وغيرها مما لانحيط به علما.
كانت كل هذه المدارس تولد لتثور على المدرسة التي تسبقها وتلغيها ثم يأتي عليها الدور لتموت هي وتولد مدرسة اخرى وهكذا دواليك والخاسر الوحيد هو الادب الذي هو صائر الى نهاية وشيكة مع بداية القرن الجديد,, ونأمل الا ينتقل هذا المرض الادبي ليصيب متذوق الأدب نفسه أي الإنسان.
في القصة مثلا، سمعنا الرواية ثم القصة الطويلة فالقصة القصيرة، ثم بعد ذلك القصة القصيرة جدا، ثم سمعنا مؤخراً عن مولد ادب جديد ينتمي الى القصة القصيرة، وهذاالنوع الجديد يتعلق بكتابة قصة قصيرة جدا لايتعدى عدد كلماتها خمسين كلمة ولاينقص ايضا عن خمسين كلمة, اي ان القصة يجب ان تتكون من خمسين كلمة بالتمام والكمال, إن زادت كلمة او نقصت كلمة فان ذلك يعني انها لاتنتمي الى هذا النوع من الادب.
كان بداية هذا النوع في عام 1982م ومبتدعه هو الكاتب (بريان ألديس) فأصبح هذا النوع من القصة يسمى احيانا باسم مبتدعه هذا.
يقول هذا الكاتب ان جاذبية هذا اللون الجديد تنبع من انه يجمع بين الادب واللعب، وقد كانت البداية كمسابقة ادبية في احدى الصحف المشهورة يشارك بها العديد من القراء والادباء من جميع انحاء العالم، ثم ما لبثت ان تحولت هذه المسابقة الى لون ادبي جديد يشارك في كتابته العديد من الادباء المشهورين.
ليس الامر فقط مجرد كتابة خمسين كلمة بل ان هناك شروطا لابد من اتباعها وهي:
اولاً، يجب ان تتكون القصة من خمسين كلمة، لاتنقص ولاتزيد.
ثانيا، يجب ان تكون الجملة واضحة وصحيحة نحويا من دون اية اختصارات.
ثالثا، يجب الايزيد العنوان عن خمس عشرة كلمة.
رابعا، يجب ان تحتوي القصة على بداية، ومنتصف، ونهاية.
خامسا، يجب ان تحتوي القصة على حدث إذ لامكان هنا للوصف الزائد والزخرفة التي لاطائل منها.
القصة اعلى هذا المكان تمثل نموذجا لهذا النوع من الادب، وعند نقلها الى العربية فاننا نحصل علىنفس العدد من الكلمات مع شيء من التغيير غير المخل، هذا إذا أخذنا بالحسبان ان حروف العطف كالواو مثلا وحروف الجزم تعتبر كلمات مستقلة.
بقي ان نقول ان هذا اللون الجديد لم يلق الرواج الذي يجعله ينافس الانواع الاخرى وانما بقي حبيس المسابقات الادبية كنوع من التحدي واللعب اللغوي.
لكن هل ينقلب هذا اللعب الى جد في المستقبل القريب؟
ذاك سؤال للتأمل فقط، ليس إلا!
|