1-2
**عندما كانت الساحة الثقافية تدخل معترك تحولاتها وتؤمم عصر صمتها,, وغبش تقليديتها وتعايش جدل انتقالها من السائد الى المتغير ,.
من الصمت,, الى الصعود الحركي في تشابكات جدلية ومناورات سجالية أعطت للوعي امتيازه في تسنم ذروة الفعل الثقافي,.
وللمتميزين الصدارة في ممارسة الفعل وقراءة مستقبله,.
**في ذلك الوقت,, لم يكن المضمار يتسع إلا للشجعان ولم يكن الافق شحيحا إلا على السابلة و الامعات اما اول النهى فقد تصدوا بقوة الحقيقة ,, ونزاهة الممارسة ليؤسسوا بنية المعاصر العقلي,, والمناخ الفكري الحر,.
الذي كان الادب مناصه,, ومنبره,, والإبداع مثاله,, ونموذجه,,!
عندما كان ذلك كذلك
كان عبدالفتاح ابو مدين على هرم المؤسسة الثقافية النموذج يضع استراتيجياتها الأميز ويكتب مسودة سياستها المعقلنة ومزاجها المتفتح,.
ويرعى من خلال منبرها صولات ذلك المعترك,.
ويفتح لفضاءاتها,, امداء اوسع لتنطلق,, وتكون,,!
كان شجاعاً في وقت كانت الشجاعة فيه رهاناً على البقاء,,!
مغامراً في زمن كانت المغامرة فيه الأقرب الى كفتها الدنيا,,!
وكان معتداً برأيه أبداً متماهياً بحرس صادق في الانتصار للصواب وكلما تأملت في قدرة الفتى مفتاح على تحويل نادي جدة الادبي الثقافي الى مؤسسة ثقافية,, تصدر ثقافتنا للآخر,, البعيد,, والمجاور وتسهم في إيصال الصوت المعرفي للآفاق,, وتستوعب عبر اصداراتها الرصينة المثقفين من البحر,, الى البحر,, في تنام صاعد,, وواثق,, وتخطيط متقن ومدروس,,!
**أليست علامات من الثقل والمصداقية العلمية,, والوثائقية المعرفية جديرة بأن تكون المشروع الثقافي الوحيد الذي تباهي به مؤسساتنا الثقافية,, عبر نموذجها المشرق نادي جدة عندما أوغل الفتى مفتاح في جرأة نادرة على الشروع والتوغل في نهجه الاصداري التصنيفي نواخذ، عبقر، الراوي، جذور كان الجمع في سبات دائم,, وخمول مقيم,.
يعمهون في تراسل رديء للبروز,, والتمظهرات الجوفاء حتى بزهم وبفارق شاسع الفتى مفتاح
**والمتأمل لهذا الجهد الدؤوب والعقلية الادارية المتجددة المنطلقة من جذور المكابدة الطموحة,, للفعل والبناء المتناغمة مع تحولات الحاضر وآفاق المستقبل,.
القارئة بعمق,, والمتعاملة بحذق مع المتغيرات ,, والمفاجآت,.
**الرجل الذي يدير المؤسسة الثقافية الذي بدد إقليميتها ونطاقها الاداري باتساع آفاق صوتها,, وتراكم نوعي,, انتقائي لمنجزاتها,,!
وتميز وعمق اطروحاتها,.
**هذا الكهل المورق حياة وفكراً وعطاء,, ظل يتأسس إنساناً وقيمة ,, من ذلك الفتى القديم الفتى مفتاح والذي لاجدال على ان ظهور حكايته في مؤلف مطبوع صدر في رمضان 1416ه اصدق برهان على ارتباط الوعي بتراجيديا تكوينات الانسان الأولى ونضج خبراته المعرفية,, بمعيارها المنطقي,, بطبيعة شخصيته العلمية المتراكمة عبر فعل الزمن,, وحركية العزوف,,!
- يتبع -