*طرابلس- ا ش ا
في مستهل الاحتفال بالذكرى الثلاثين لثورة الفاتح,, كشف العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية عن اسرار ومفاجآت في قصة الثورة التي قادها في الاول من سبتمبر عام 1969,, موضحا انه كان هناك اكثر من خمسة مواعيد لتفجير الثورة اولها في 24 اغسطس من عام 69غير انه اضطر في كل مرة الى تأجيل قيام الثورة لحدوث تغير طارىء في الموقف او لاتخاذ قيادة الجيش إجراءات مفاجئة حتى حدد الاول من سبتمبر من العام نفسه كموعد نهائي لها.
واضاف القذافي في ندوة جرت على الهواء مباشرة عبر الاذاعة والتلفزيون الليبي الليلة قبل الماضية ولاكثر من ثلاث ساعات,, انه تكشف بعد الثورة انه كان هناك امر بالقبض عليه يوم قيام الثورة في الاول من سبتمبر عام 69.
كما كشف العقيد القذافي عن ان هناك من ترددوا وتخاذلوا او هربوا ليلة الثورة,, غير انه رفض الكشف عن اسمائهم وذلك رغم مطالبة بعض المواطنين الذين كانت لهم مداخلاتهم واسئلتهم الهاتفية خلال الندوة بان يذكر تلك الاسماء.
وقال ان الضباط الوحدويين الاحرار الذين شاركوا في الثورة يعرفون من شارك ومن هرب ومن ابلغ اجهزة العهد البائد بالحركة الثورية كما ان من هربوا للمخابرات الامريكية والاسرائيلية معروفون كذلك مؤكدا ان العدد الاكبر من الضباط الوحدويين الاحرار شاركوا في تفجير الثورة ,كما كشف العقيد القذافي عن اسرار الخلاف الذي نشب بعد قيام الثورة من جانب بعض الضباط الكبار الذين ضمهم للحركة قبيل اندلاع الثورة وقال ان هذا الخلاف كان يرجع الى ان بعض هؤلاء الضباط الكبار كانوا يرون ان مجلس قيادة الثورة يضم ضباطا اقل منهم رتبة.
وهنا حرص العقيد القذافي على التفرقة بين ماوصفه بالاقدمية الثورية والاقدمية العسكرية موضحا ان زملاءه الذين انضموا الى الخلايا الثورية المبكرة وعلى مدى سنوات هم الاحق بعضوية مجلس قيادة الثورة وليس الضباط الكبار الذين انضموا قبيل تفجير الثورة.
واضاف انه كان حريصا على ان تكون اللجنة المركزية للحركة من زملائه المخلصين الاكفاء الذين انضموا اليه حينما شكل التنظيم من (الدفعة السابعة) بالكلية الحربية حتى تكون لهم القدرة على قيادة اعضاء التنظيم من الدفعات التالية.
وردا على سؤال عن مقولة ان (القطة تأكل ابناءها) بمعنى ان الثورة قد تقضي احيانا على بعض من شاركوا فيها,, قال العقيد القذافي ان ذلك يحدث بكل اسف لانه ليس كل من يشاركون في الثورة ثوارا حقيقيين,, كما انه قد تحدث اخطاء ومغالطات وخيانة وسوء فهم.
وقال انه بعد قيام الثورة في ليبيا حدثت مثل هذه الاشياء كالضباط الكبار الذين رفضوا ان يكون بمجلس الثورة ضباط صغار رغم انهم انضموا في آخر وقت الى الثورة وهؤلاء الضباط الصغار لهم الاقدمية الثورية كما ان هناك من انحرف عن الثورة,, وهناك من تآمر وخان.
وأكد القذافي ان الثورة الليبية في اساسها عمل شعبي حيث استمر الاعداد لها في العمل بسرية عشر سنوات نصفها في المجتمع المدني والنصف الاخر في الجيش.
واوضح العقيد القذافي ردا على سؤال ان ليبيا دولة عربية ولكن واقعيا وجغرافيا هي افريقية ولذلك (تأثرنا وقبل قيام الثورة بالاحداث في افريقيا وحركات التحرر بها).
وقد استمرت تلك الندوة التلفزيونية حتى قبيل فجر امس وعقدت بمناسبة صدور كتاب القذافي ورحلة 4000يوم من العمل السري الذي صدر منذ بضعة ايام ويحكي رحلة القذافي مع الثورة حلما وفكرا واستعدادا حتى تم تفجيرها في الاول من سبتمبر عام 69.