عزيزتي الجزيرة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين,, اما بعد
فلقد لقي قرار اغلاق المقاهي الساعة الثانية عشرة ليلا وكذلك منع بث المحطات الفضائية فيها قبولا طيبا وثناء عطرا من الجميع الا ما ندر ممن لم ينظروا الى نتائج القرار نظرة بعيدة وشمولية وما يحقق الصالح العام وما يدفع الضرر والاضرار عن شباب الامة وعدة مستقبلها فجزى الله المسؤولين خير الجزاء على هذا الاجراء فقرار المنع لم يأت من فراغ ولكن بعد دراسة متأنية وشاملة وبعد رصد طويل لما برز من احداث ومشكلات ونتائج سلبية مضرتها وعواقبها الوخيمة يكتوي بها الشباب، ويعاني من تبعتها الآباء، فسهر الشباب في تلك المقاهي الى الفجر او طلوع الشمس على ماذا؟ على الدخان والشيشة والمعسل, وعلى المشاهدة والمتابعة للمحطات الفضائية المختلفة التي قد تنشر كل غث وتعرض الافلام الساقطة المشتملة على التفسخ والعري والحب والغرام والعلاقات الجنسية المحرمة ولا تسأل بعد ذلك عما يحدث للشباب من اثار مدمرة للاخلاق والقيم.
اما قضية اين يذهب الشباب بعد غلق المقاهي الساعة الثانية عشرة ليلا؟ فليس الحل العودة الى المقاهي والمحطات الفضائية فالله لم يجعل شفاء الامة في ما حرم عليها ولكن يكون ذلك بالتنظيم الجيد لاوقات الشباب، وتقوية الوازع الديني وتربيتهم على الاخلاق السامية والقيم العالية والاداب الاسلامية الحميدة فاذا وصلوا الى هذه المرحلة من التربية والتهذيب تكونت عندهم حصانة عن الوقوع في المخالفات والمنكرات وحرصوا على اشغال اوقاتهم بالنافع المفيد, وغالبا ايام الدراسة تجبرهم الدراسة على النوم المبكر ،وفي الصباح ينشغلون بالدراسة وطلب العلم مع العلم ان هناك من الشباب ممن راح ضحية هذه المقاهي والمحطات الفضائية حتى ضيعوا مستقبلهم وتركوا الدراسة وهاموا على وجوههم في الشوارع والاسواق وصاروا عالة على انفسهم واهليهم ومجتمعاتهم، اما بالنسبة لايام العطل فهناك البدائل المفيدة والمعوضة عن المقاهي والمحطات الفضائية المدمرة ومن هذه البدائل المراكز الصيفية وما فيها من المنافع الجمة كحفظ اوقات الفراغ بالمفيد، ومزاولة بعض الانشطة والهوايات والابتكارات والابداعات والاسهامات المفيدة والتعرف والاحتكاك بالصالحين والتأثر بهم,ومن البدائل ايضا حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ودروس العلم بالمساجد والدورات العلمية، ودروس التقوية ورحلات العمرة وزيارة المسجد النوبي، ورحلات الاستجمام والسياحة الداخلية وغيره كثير مما يشغل به الشباب في النافع المفيد، فهم سند الأمة ورجال الغد وعماد المستقبل، اذا لم يتربوا تربية اسلامية حميدة خسرت الأمة اعظم مدخراتها وكيانها ونادت بعد ذلك بالويل والثبور، والعاقبة لمن اتقى وبالله التوفيق.
محمد بن سعد السعيّد
إمام وخطيب جامع حي سلطانة الشرقي