Wednesday 1st September, 1999 G No. 9834جريدة الجزيرة الاربعاء 21 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9834


عن الطرق وطارقيها
خواطر مسافر إلى مكة المكرمة

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتابع ماتنشره الجزيرة حول بعض الطرق ومعاناة المسافرين عبرها , وتعقيبا ً على ذلك أكتب هذه الأسطر :
ففي أحد الايام كنت مسافراً إلى مكة المكرمة من منطقة القصيم وذلك عبر طريق القصيم - عفيف - الطائف وذلك لحضور المؤتمر الهندسي السعودي الخامس ولاداء مناسك العمرة,, وفي الطريق عنّ لي عدد من الملاحظات المتفرقة منها ما يلي:
1- طريق القصيم - عفيف - الطائف,, هو الطريق الذي يسلكه اهالي القصيم عند الذهاب الى مكة المكرمة لاداء مناسك العمرة وذلك للمرور بميقات السيل ميقات اهل نجد ويمر به معظم اهالي نجد وكذلك عدد كبير من الحجاج,, وهو طريق ضيق جدا أنشىء اثناء قلة الحركة المرورية ويمر بعدد كبير من القرى والهجر والمدن وشهد عدداً كبيراً من الحوادث,, وهو متعرّج وينحني قبل كل مدينة للمرور بها مثل نفي - الجمش - البجادية وهو طريق طويل يبلغ اكثر من 500كم وفيه وصلة يحسب لها كل مسافر ألف حساب عند نيته السفر إلى مكة المكرمة نظراً لانها اصبحت (بعبعا) مخيفا في وجه المسافرين وكل مسافر يتملكه الخوف قبل المرور بها نظراً لانها (مقطعة) مثل الصحراء,, تخلو من اي خدمات واي محطات للبنزين وبمسافة تزيد على 150كم, وإذا تعطّل فيها المسافر فقل عليه السلام لانه لن يقف أحد لاسعافه,,!!
توقفت في عفيف لاداء الصلاة وسألت عن هذا الطريق فإذا الكل يحذرني منه ويقول عبِّىء سيارتك بالبنزين وخذ معك ماء للشرب فإنك لن تجد اي محطة أو أي بقالة وذهبت لتعبئة البنزين من احدى المحطات فإذا عامل المحطة نفسه يحذرني من هذا الطريق ويقول (طريق مشكل) هذا كله (ما فيه محطة) (لازم عبي بنزين,, لازم كله سيارة كويس),, وعندما سمعت كلامهم قلت ربما يكون فيه شيء من المبالغة ولكن عندما دخلت في هذا الطريق عرفت صدق كلامهم وحمدت الله انني عبأت سيارتي بالبنزين بالكامل,,!! لا أدري حتى الآن لماذا أهملت وزارة المواصلات هذه الوصلة حتى انها سيئة في اجزاء منها والمشي في الصحراء وعلى التراب افضل من المشي عليها لان فيها حفراً فجائية تضرب فيها السيارة ضربات عنيفة,, بل والأدهى من ذلك انه طريق يعج بالابل السائبة والشاحنات والتريلات من كل شكل ونوع فهذه ذاهبة وهذه راجعة وسائق الشاحنة يسير وكأن الطريق ملكه الخاص,, تسير خمس شاحنات خلف بعضها ولكي تسير خلفها يجب ان تملك اعصابا من حديد نظراً للتصرفات الفجائية والجنونية لاصحاب هذه الشاحنات وقد تستغرق نصف ساعة خلف طابور من هذه الشاحنات.
2- يمكن حل مشكلة هذا الطريق عن طريق انشاء طريق مرادف له ومختصر جدا حيث يختصر هذا الطريق بحوالي 100كم وهو الطريق الذي يبدأ من الرس ماراً بالخشيبي ثم الشبيكية ثم ضرية ثم عفيف وهو طريق الحاج القديم ويمكن استمراره بعد عفيف ليتصل مع طريق الرياض - الطائف السريع وهذه المسافة بين (عفيف - الطريق السريع) تبلغ حوالي 70كم وتلغي هذه المسافة المقطعة من عفيف إلى ظلم والبالغة 150كم وتُذهب الوحشة عن المسافرين وتخفف العناء عليهم بانشاء هذه الوصلة واختصار الجهود التي ستبذل لازدواج هذه ال150كم من عفيف إلى ظلم,, اضف إلى ذلك ان الطريق السريع طريق مسيّج ويخلو من اخطار الابل السائبة التي تعاني منها الوصلة المذكورة، وهناك حل مؤقت لهذا الطريق وهو زيادة عرض اكتافه من الجانبين ليستوعب الحركة المرورية الكثيفة عليه حيث انه إذا كان هناك شاحنة وسيارة يتقابلان فمن الصعوبة جدا مرورهما,, وإذا كانت شاحنتان فالامر أصعب من ذلك,, وتصميم هذا الطريق كان خلال قلة الحركة المرورية حيث من النادر أن تتقابل سيارتان,, وكان في ذلك الوقت من اكثر الطرق استيعابا أما في وقتنا الحاضر فهو مكتظ.
3- في هذا الطريق مخالفات مرورية خطيرة جدا مثل التجاوز بحالة وصول السيارة القادمة او التجاوز في المنحنيات,, او وجود شاحنات تسير بسرعة منخفضة جدا ووجود سيارات عوراء وقد قمت باحصاء هذه السيارات التي قابلتني فوجدت ما يزيد على 15 سيارة خلال 3 ساعات,, والسيارة العوراء زيادة على خطورتها تمثل ضغطا نفسيا على قائد السيارة المقابلة يجعله يتجنبها الى حافة الاسفلت فهو لا يعلم أهي عوراء من اليمين ام من اليسار والعوراء من اليسار هي الاخطر لان العين المظلمة هي المقابلة لحركة السير من الجهة المقابلة وقد حصل بسبب ذلك حوادث مفزعة وكذلك الانوار المبهرة التي تصيب قائد السيارة المقابلة بالعمى المؤقت وتؤلم عينيه وربما ارتبك في قيادته,, يعمل قائدو هذه السيارات ذلك باستهتار مشين,, وهناك الشاحنات التي تتعطل او تبنشر فتقف على حافة الطريق بدون اي علامات تحذيرية مما يجعل السائق يفاجأ بها تماما وإذا حصل وتجنبها فقد يصادف ذلك مرور سيارة من الجهة المقابلة مما يجعل النتائج كارثية حتما, لا اعلم حتى الآن لماذا لا يركز رجال الدوريات جهدهم على ذلك ويقضون على مثل هذه المخالفات بدلاً من السؤال المستمر عن الرخصة والاستمارة ومعرفة تاريخ انتهائهما مما لايشكل أي خطر مروري على المارين في هذا الطريق,, لماذا لايركز رجال الدوريات جهدهم لمعاقبة هؤلاء المستهترين الذين يستهترون بأرواح البشر دون رادع بسياراتهم العوراء أو يقفون باستهتار بشاحناتهم على حافة الطريق واغلبهم من العمالة الوافدة الذين ترك لهم الحبل على الغارب دون رادع مما جعلهم يضحكون علينا ملء اشداقهم,, لطيبتنا وتسامحنا معهم,,!!
4- تكاد تنعدم خدمات المسافرين على هذا الطريق وخصوصا المطاعم ومحطات البنزين والاستراحات وخصوصا في وصلة عفيف - ظلم التي مرَّ ذكرها,, إذ لا يوجد اي مكان للتزود بالوقود حتى ولو كان (طرمبة بنزين) واحدة ولا يوجد اي مطعم حتى ولو كان (خاليا) ولا توجد محطات بنزين وإذا تعطلت السيارة (فالله يعين صاحبها).
وفي بقية هذا الطريق توجد مطاعم على مستوى رديء جدا مثل مطاعم الرز البخاري التي ملأت البر والبحر او بوفيهات الشاورما التي يتم اعدادها بطريقة غير صحية وحتى عمالة هذه المطاعم هي عمالة على مستوى متدنٍ من النظافة والذباب يملأ هذه المطاعم والبوفيهات وليس امام المسافر إلا الرضوخ لمثل هذه المطاعم والاكل منها,, بل وحتى البقالات تحتفظ بمعلبات في جوحار غير مكيف في كثير من الاحيان وفي لهيب الصيف الحار,, وما ذلك إلا لعدم وجود رقابة على هذه المطاعم والبوفيهات فهي لا تتبع البلديات ولا المواصلات وبالتالي ترك الحبل على الغارب لاصحابها في مختلف انواع المخالفات الصحية,, ومن هنا لماذا لا تدرس وزارة المواصلات اعطاء تراخيص لمجمعات نموذجية يتم بناؤها في هذا الطريق وغيره فحتى استراحات ساسكو لم تصل بخدماتها إلى ما هو مطلوب,, فمثلا توجد لدى ساسكو غرف للايجار بسعر 25 ريالا/ساعة ومعنى هذا إذا اراد الشخص ان يستريح 4 ساعات فإن ذلك بمائة ريال وإذا أراد ان ينام ليلة في الطريق فإن ذلك سيكلفه مالا يقل عن 250 ريالا والمشكلة انه لا يوجد غير استراحة ساسكو وهذا السعر (لا يحصل ولا في فندق من طراز خمس نجوم),,!! في غرفة متواضعة جدا وبدون اي خدمات وليلة واحدة فقط ولشخص واحد فما بالكم إذا أرادت عائلة كاملة ان تستريح في استراحات ساسكو,,!! ولا يتوفر في هذه الاستراحات غالبا إلا دورة مياه واحدة ومسجد صغير جدا لا يتسع لثمانية اشخاص ودورة المياه هذه مكسورة الباب.
فلماذا لا تقوم وزارة المواصلات بانشاء مجمعات او استراحات كل 70كم تكون مجمعات متوسطة تشتمل على (محطة - بقالة - مسجد - مطعم - دورة مياه) ومجمعات كبيرة كل 150كم مثلا تشتمل على (محطة بنزين - سوبر ماركت - مسجد - مطعم - فندق او شقق للايجار - دورات مياه - ورشة لاصلاح السيارات - مركز هاتف - مركز اسعاف) وتقوم الوزارة بتأجير هذه الاستراحات لتشغيلها من قبل القطاع الخاص او انشائها من الصفر من قبل القطاع الخاص مع منحه الارض وذلك لاستثمارها مدة 20 أو 25 سنة ليعود ريعها للوزارة وتستخدم هذا الاستثمار في صيانة الطريق.
5- من حيث معرفة اتجاه القبلة فإن المسافرين كثيرا ما يلاقون عناء في معرفة اتجاه القبلة ويظلون يبحثون عن مسجد يعرفون عن طريقه اتجاه القبلة,, والمساجد الموجودة على مستوى رديء من التنفيذ وربما كانت القبلة فيها غير دقيقة - بل وتحتوي على دورات مياه على مستوى رديء فهي بلك مركوم فوق بعض وابواب مخلعة او صدئة وفي كثير من الاحيان لا يوجد بها ماء,, وهذه المساجد هي التي توجد في المحطات والتي تبرع بها اهالي المحطات.
فلماذا لا تلزم وزارة المواصلات من يريد استخراج فسح لمحطة ببناء مسجد على مستوى مقبول ودورات مياه نظيفة مع استمرار تزويدها بالمياه,, وما اكثر محبي عمل الخير فلماذا لا يتم التنسيق مع الجمعيات الخيرية او رجال الاعمال او محبي عمل الخير لبناء مساجد على هذا الطريق تعين المسلمين على اداء صلواتهم وبنائها في هذه المحطات.
ان محبي عمل الخير وخصوصا في مجال بناء المساجد كثيرون,, ويمكن بناء مساجد مستقلة عن المحطات على مسافات متساوية عن طريق هؤلاء كما يجب وضع علامات تدل على اتجاه القبلة اما ببنائها على شكل محراب بجانب الطريق او وضع لوحات ارشادية باللون الاحمر توجد عليها صورة الكعبة باللون الاسود مع وجود سهم يدل على اتجاه القبلة او اتجاه مكة المكرمة وفي هذا ارشاد لمن يظل يسأل عن مكة المكرمة وعن اتجاه القبلة وخصوصا الحجاج والمعتمرين من دول الخليج او شرق المملكة حيث انهم يسلكون هذا الطريق لاول مرة ومن المؤسف ان يأتي الحاج او المعتمر عبر هذا الطريق ولا يجد اي علامة او اشارة تدل على اتجاه مكة المكرمة.
6- في محرم وادي السيل او قرن المنازل لايوجد إلا ماء بارد للاغتسال للاحرام ومنطقة الطائف باردة حتى في فصل الصيف وكثيرا ما يحسب المعتمرون ألف حساب لهذا الماء البارد خصوصا في فصل الشتاء حيث يلفحهم البرد بعد الاغتسال بهذا الماء ويصابون بالرشح,, فلماذا لا يتم توفير سخانة واحدة على الاقل او سخانتين للمضطرين للاغتسال في برودة الشتاء القارسة,, هذه مجرد رؤى وخواطر مسافر إلى مكة المكرمة أرجو ان تجد الاهتمام لدى المسؤولين في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف وفي وزارة المواصلات والله ولي التوفيق.
المهندس عبدالعزيز بن محمد السحيباني
البدائع - مكتب الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved